قوله:"قد برمت بهم" في محل الجر لأنها صفة للعيال، وقوله:"لم أحص": جملة وقعت حالًا، والمضارع إذا وقع حالًا لا يحتاج إلى الواو سواء كان مثبتًا أو منفيًّا.
وقوله:"عدتهم": كلام إضافي مفعول لم أحص، والاستثناء من قوله:"لم أحص"، قوله:"كانوا" الضمير فيه اسم كان، وهو يرجع إلى العيال، وقوله:"ثمانين": خبره، قوله:"أو زادوا": عطف على قوله: "كانوا"، وقوله:"ثمانية": نصب على أنه مفعول زاد.
قوله:"لولا" لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، "ورجاؤك": كلام إضافي مبتدأ، وخبره محذوف؛ أي: لولا رجاؤك موجود، قوله:"قد قتلت": جواب لولا، قوله:"أولادي": كلام إضافي مفعول قتلت.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"أو زادوا" فإن "أو" فيه بمعنى بل الإضرابية، واحتج به الكوفيون وأبو علي وأبو الفتح وابن برهان أن "أو" تأتي للإضراب كبل مطلقًا (١)، وقال سيبويه: وإنما جاز ذلك بشرطين: تقدم نفي أو نهي وإعادة العامل (٢).
أقول: قائله هو جرير، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الفاعل (٥).
(١) قال ابن هشام: "وقال الكوفيون وأبو علي وأبو الفتح وابن برهان تأتي للإضراب مطلقًا ثم ذكر قول جرير ثم قال: وقراءة أبي السمال: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ﴾ [البقرة: ١٠٠] "بسكون أو". المغني (٦٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٦٣)، والجنى الداني (٢٢٩). (٢) ينظر الكتاب لسيبويه (٣/ ١٨٨)، والجنى الداني (٢٢٩)، والمغني (٦٤). (٣) ابن الناظم (٢٠٩)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢١١)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٣٣). (٤) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يمدح بها عمر بن عبد العزيز، ديوان جرير (١/ ٤١٢)، تحقيق د. نعمان طه، دار المعارف، وفيها يقول: إنا لَنَرْجُو إِذَا ما الغَيثُ أَخْلَفَنَا … منَ الخلِيفَةِ مَا نَرْجُو منَ المَطَرِ وانظر بيت الشاهد في الخزانة (١١/ ٦٩)، والدرر (٦/ ١١٨)، وشرح التصريح (١/ ٣٨٣)، والمغني (٦٢، ٨٠)، والجنى الداني (٢٣٠)، وشرح عمدة الحافظ (٦٢٧)، وشرح قطر الندى (١٨٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٤). (٥) ينظر الشاهد رقم (٣٩٨).