لم أُلْفِ في الدَّارِ ذَا نُطْقٍ سِوَى طَلَلٍ … قَدْ كادَ يَعْفُو ومَا بالعَهْدِ مِن قِدَمِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.
قوله:"لم أُلف" بضم الهمزة وسكون اللام وبالفاء، أي: لم أجد، قال الله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: ٢٥] أي: وجداه، و"الطلل" بفتحتين؛ ما شخص من آثار الدار، وأراد بالدار منزل القوم, قوله:"يعفو" أي: يدرس؛ من عَفَى يعفُو عُفُوًّا بتشديد الواو، وقال ابن فارس: عفت الدار إذا غطاها الترابُ (٣).
الإعراب:
قوله:"لم ألف": جملة من الفعل والفاعل، وقوله:"ذا نطق": كلام إضافي مفعوله، وأراد: لم أجد في الدار أحدًا سوى الآثار، وقوله:"سوى طلل": استثناء منقطع.
قوله:"قد كاد يعفو" أي: [قد](٤) قرب اندراسه، والجملة موضعها النصب على الحال، واسم كاد فيه مستتر، وخبره قوله:"يعفو"، "وما بالعهد من قدم" كلمة ما نافية بمعنى ليس، وقوله:"من قدم": اسمه، "ومن" زائدة، "وبالعهد": خبره، والمعنى: ليس زمان قديم بعهد الدار، والجملة -أيضًا- في محل النصب على الحال (٥).
الاستشهاد فيه:
في قوله:"سوى طلل" فإنه دل على أن سوى يستثنى بها في المنقطع (٦).
(١) ابن الناظم (١٢١). (٢) البيت من بحر البسيط، وهو لقائل مجهول، ولا مراجع له إلا الدرر (٣/ ٩٥)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢٠٢)، ولا يوجد فيهما إلا صدره فقط، وهو في المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٩١٩). (٣) المجمل لابن فارس: "عفو". (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٥) ليس بصحيح؛ فالجملة صفة لأنها بعد نكرة "سوى طلل". (٦) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣١٤). (٧) ابن الناظم (١٢١). (٨) البيت من قصيدة لحسان بن ثابت قالها في بني قريظة حين حاصرهم النبي ﷺ، وحين نزلوا على حكم =