فتغيرت بعدهم عما كنت عليه فكيف تنعم بعدهم؟ وكأنه يعني نفسه بذلك، وضرب المثل بوصف الطلل.
وقوله:"يعمن" أصله: ينعمن، وهو فعل مؤكد بالنون، قوله (١): "من كان" فاعله، [من](٢) موصولة، و" كان في العصر الخالي" صلته، واسم كان هو الضمير الذي فيه، وقوله:"في العصر" خبره، و"الخالي": صفة للعصر.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"من كان" حيث استعمل "من" التي هي للعقلاء فيمن نُزِّلَ منزلتهم كما في البيت المذكور قبل هذا، فافهم (٣).
أقول: قائله هو غسان بن وعلة بن مرة بن عباد، وأنشده أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف.
وهو من المتقارب، وأصله: فعولن ثمان مرات (٦)، وفيه القبض والحذف، فقوله:"لقيت" مقبوض، وقوله:"لك" محذوف؛ لأن (٧) وزنه فعل.
المعنى: ظاهر.
الإعراب:
قوله:"إذا ما لقيت" كلمة "ما": زائدة (٨)، و"إذا" فيها معنى الشرط؛ فلذلك دخلت الفاء في جوابها، وهو قوله:"فسلم"، و"بني مالك" كلام إضافي مفعول لقوله: "لقيت"،
(١) في (أ): وقوله. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٣) ينظر الشاهد رقم (١٠٤). (٤) ينظر ابن الناظم (٣٦)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٤٤)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ١٠٩)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ١٦٢). (٥) البيت من بحر المتقارب، وهو لغسان بن وعلة، وهو في التصريح (١/ ١٣٥)، والهمع (١/ ٨٤)، والدرر (١/ ٦٠)، وحاشية الصبان (١/ ١٦٦)، وشرح المفصل لابن يعيش (٣/ ١٤٧)، (٧/ ٨٧). (٦) في (أ، ب): فعولن فعولن ثمان مرات، والصواب: فعولن ثمان مرات. (٧) في (أ): فإن. (٨) تزاد (ما) بعد أي أداة الشرط جازمة كانت نحو: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ [النساء: ٧٨] أو غير جازمة نحو: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ﴾ [فصلت: ٢٠]. ينظر المغني (١/ ٣١٤).