أقول: قائله راجز لم أقف على اسمه، وهو من الرجز المسدس.
قوله:"على المعه" أي على الذي معه، قوله:"فهو حر" بفتح الحاء وكسر الراء، أي: فهو جدير لائق بعيشة واسعة، يقال: فلان حَرٍ بكذا، وهم أحراء بكذا، وكذا يقال: فلان حريّ بكذا، على وزن فعيل، وحريٌّ بكذا، وبالحري أن يكون كذا -بفتح الحاء والراء، أي: جدير وخليق، والمثقل يثنى ويجمع ويؤنث، تقول: حريان وحريون وحرية، والمخفف يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث على حالة [واحدة](٣)؛ لأنه مصدر، وذكره (٤) ابن فارس في باب: حرو بالواو في آخره، ثم قال: وأنت حري أن تفعل كذا: لا يثنى ولا يجمع.
فإن قلت: حري، قلت: حريان وأحرياء وهو (٥) محراة بكذا (٦)، وقال الجوهري: إذا قلت: هو حر بكسر الراء وحريٌّ على وزن فعيل، ثنيت وجمعت، فقلت: هما حريان، وهم حريون وأحرياء، وهي حرية، وهن حريات وحرايا، وأنتم أحرٍ (٧)؛ جمع حرٍ (٨).
الإعراب:
قوله:"من": مبتدأ، وخبره قوله:"فهو حر" ودخلت الفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط (٩)، وقوله:"لا يزال": صلة للموصول، و "شاكرًا " نصب؛ لأنه خبر لا يزال.
قوله:"على المعه": جار ومجرور يتعلق بـ "شاكرًا"، والألف واللام فيه بمعنى الذي [أي على الذي معه](١٠) أي: على الخير الذي معه، أو على المال أو نحو ذلك، وكلمة:"مع" للمصاحبة
(١) توضيح المقاصد (١/ ٢٤١)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٦٠). (٢) بيتان من الرجز المشطور مجهولا القائل، وهما في المغني (١/ ٤٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٨٥)، والأشموني (١/ ١٦٥)، والخزانة (٩/ ٥٥١)، والأغاني (١٥/ ٢٩٥)، وشرح شراهد المغني (١٦١). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٤) في (أ): وذكره. (٥) في (أ): وهي. (٦) معجم مقاييس اللغة: "حري"، تحقيق: عبد السلام هارون، ط. دار الجيل، أولى (١٩٩١ م)، وينظر اللسان: "حري". (٧) في (أ) أحراء. (٨) ليس في الصحاح، وينظر اللسان مادة: "حري". (٩) ينظر المغني (١٦٥)، ونصه: يقول ابن هشام: "تنبيه: كما الفاء تربط الجواب بشرطه، كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط، وذلك في نحو: الذي يأتيني فله درهم". (١٠) ما بين المعقوفين سقط في (ب).