...................... … ..... ولا ذا حقَّ قومِكَ تَظْلِمِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل، وصدره:
وقالوا أخانا لا تَخَشَّعْ لِظالمٍ … عزيزٍ ......................
قوله:"تخشع" بتشديد الشين.
الإعراب:
قوله:"وقالوا": جملة من الفعل والفاعل، وقوله:"أخانا": منادى حذف منه حرف النداء، والتقدير: يَا أخانا، وهو كلام إضافي، قوله:"لا تخشع": جملة من الفعل والفاعل وقعت مقول القول، و"لظالم" يتعلق به، وقوله:"عزيز" صفة لظالم.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ولا ذا حق قومك تظلم" حيث فصل الشَّاعر بين لا الجازمة وبين مجزومها بفضلة هي معمول المجزوم، وذلك أن قوله:"لا" جازمة، و"تظلم" مجزوم بها، وقد فصل بينهما بقوله:"ذا حق قومك"، وهو مفعول، والمفعول فضلة في الكلام، وإنما قيدنا بالفضلة؛ لأنه إذا كان عمدة لا يجوز نحو: لا يضرب زيد، فإنَّه لا يجوز أن يقال: لا زيد يضرب، وظاهر كلام ابن مالك أن ذلك يجوز على قلة في الكلام؛ إذ لم يخص ذلك بالضرورة (٣).
وقد قال في شرح الكافية الشافية: وقد فصل بين لا ومجزومها في الضرورة، وأنشد البيت المذكور، وقال:[وهذا رديء](٤)؛ لأنه شبيه بالفصل بين الجار والمجرور (٥).
(١) توضيح المقاصد (٤/ ٢٢٨). (٢) البيت من حر الطَّويل، وهو غير منسوب في مراجعه، وانظره في الهمع (٢/ ٥٦)، وشرح الأشموني (٤/ ٤)، والدرر (٥/ ٦٣). (٣) قال ابن مالك في شرحه للتسهيل (٤/ ٦٢): وقد يليها مجزومها كقول الشَّاعر "البيت". (٤) ما بين المعقوفين وجدته في نسخ الأصل: روي، وصححته من شرح الكافية الشافية لابن مالك. (٥) ينظر شرح الكافية الشافية (١٥٧٨).