أقول: هذا البيت أنشده قطرب، ولم يعزه إلى قائله، ويقال: إنه لرجل من همدان.
وهو من الطويل.
قوله:"شهدة" بضم الشين، وهو العسل المشمع، قال الجوهري: الشَّهْدُ والشُهْدُ. العسل في شمعه، والشهد؛ يعني بالفتح: أخص منها؛ والجمع شهاد (٣).
قوله:"وهوّ" بتشديد الواو، قوله:"صبه الله" من صببت الماء فانصب، أي سكبته فانسكب، قوله:"علقم" بفتح العين، وهو الحنظل.
المعنى: إن لساني مثل العسل إذا تكلمتُ في حق من أحبه، ولكن مثل الحنظل على من أبغضه؛ لأني أقدح فيه بالكلام.
الإعراب:
قوله:"لساني": كلام إضافي، اسم إن، وقوله:"شهدة": خبره، قوله:"يشتفى بها" جملة وقعت صفة لشهدة، قوله:"هو" مبتدأ، وخبره قوله:"علقم"، قوله:"على مَن" يتعلق بقوله: "علقم" على ما نذكره الآن.
الاستشهاد فيه:
على أربعة مواضع:
أحدها: تشديد واو "هوّ"، وذلك لغة هَمدان بإسكان الميم وبالدال المهملة، وكذلك (٤) يفعلون في ياء "هيّ" كقوله (٥):
= اسمًا مرادًا به زمان، وكون الضمير العائد عليه مجرورًا بفي التي تخطر بالبال كلما خطر به اسم الزمان. ينظر توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٥٧)، والأشموني (١/ ١٧٤)، وتعليق الفرائد (٢/ ٢٢٤). (١) ابن الناظم (٣٨)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ١٢٥). (٢) البيت من بحر الطويل، لرجل من همدان، وهو في التصريح (١/ ١٤٨)، وابن يعيش (٣/ ٩٦)، والهمع (١/ ٦١)، والدرر (١/ ٣٧)، وحاشية الصبان (١/ ١٧٤). (٣) لم نعثر على هذا القول في الصحاح، مادة: "شهد". (٤) في النسخة (أ): وهكذا. (٥) البيت من بحر البسيط، وهو مجهول القائل. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٤٤)، والدرر (١/ ٣٨). =