قوله:"تمعددَا" معناه: غلُظَ وشبَّ، ويقال: تمعدد الرجل إذا تزيَّا بِزِيِّ معد وعيشهم، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، ومنه قيل للغلام إذا شب وغلظ: تمعدد [وذكره الجوهري في باب (عد) ليدل على أن ميمه زائدة (٤)] (٥).
الإعراب:
قوله:"ربيته": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، و "حتى": حرف ابتداء ابتدئت بعدها الجملة الفعلية الماضية وهي قوله: "إذا تمعددا".
وقال ابن مالك في مثل هذا الموضع: إن حتى جارة وإن إذا في موضع جر بها؛ كما في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، وقد روي ذلك عن الأخفش (٦)، والجمهور على خلافه، وأنها حرف ابتداء، وإذا في موضع نصب بشرطها أو جوابها، وهاهنا قوله:"تمعددا" في موضع الشرط، وقوله:"كان جزائي" في موضع الجواب (٧)، وقوله:"جزائي": كلام إضافي اسم كان، وقوله:"أن أجلدا": خبره، والألف في أجلدا وتمعددا للإطلاق.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"بالعصا أن أجلدا" فإن قوله: بالعصا يتعلق بأجلدا، وأجلدا معمول أن وصلتها،
(١) انظر الكتاب (٣/ ١٥٢). (٢) توضيح المقاصد (٤/ ١٨٤). (٣) البيتان من بحر الرجز المشطور غير منسوبين في مراجعهما، وانظرهما في المنصف (١/ ١٢٩)، والمحتسب (٢/ ٣١٠)، وابن يعيش (٩/ ١٥١)، وشرح شافية ابن الحاجب (٢/ ٣٣٦)، والهمع (١/ ٨٨، ١١٢)، والخزانة (٩/ ٤٢٨، ٤٣٠). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٥) الصحاح مادة: "عدد". (٦) قال ابن مالك في شرح التسهيل (٣/ ٢١٠): "وانفردت إذا بدخول حتى الجارة عليها كقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا﴾ [الزمر: ٧١] وأما ما روي عن الأخفش فلم أعثر عليه في معاني القرآن له، وهو في مغني اللبيب (٩٤)، تحقيق: محمد محيي الدين. (٧) انظر رأي الجمهور والأخفش في "حتى" الداخلة على "إذا" في مغني اللبيب (٩٤).