أقول: قائله هو أبو زبيد الطَّائي، واسمه حرملة بن المنذر، توفي في زمن عثمان ﵁، ولم يعرف تاريخه.
وهو من البسيط.
قوله:"هيفاء": الضامرة، والمذكر: أهيف، "والعجزاء" بالزاي المعجمة؛ العظيمة العجز، "وممخوطة" بالطاء المهملة، يحتمل أنها موشومة بالمخط -بكسر الميم- الذي يوشم به، وقيل: المخط: الحديدة التي ينقش بها الأديم.
قوله:"جدلت": من الجدل وهو الفتل؛ يقال: جدلت الحبل أجدله جدلًا؛ أي: فتلته فتلًا محكمًا، ومنه: جارية مجدولة الخلق حسنة الجدل، ومادته جيم وقال مهملة ولام.
قوله:"شنباء": من الشنب وهو حدة الأسنان، وقيل: برد وعذوبة، وامرأة شنباء بينة الشنب، قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان، فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت، فقال ما هو إلَّا بردها.
الإعراب:
قوله:"هيفاء": خبر ابتدأ محذوف؛ أي: هي هيفاء، و "مقبلة" نصب على الحال، وكذا الكلام في:"عجزاء مدبرة".
فإن قلتَ: ما العامل في الحال؟
(١) انظر نصه في شرح الألفية لابن الناظم (٤٥٠) تحقيق: د. عبد الحميد السيد، ثم عرض أحاديث في ذلك وقال: ومع جوازه فهو ضعيف؛ لأنَّه يشبه إضافة الشر إلى نفسه، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٩١)، والتذييل والتكميل (٤/ ٨٧٤). (٢) ابن الناظم (١٧٥). (٣) البيت من بحر البسيط، وهو في الغزل، لأبي زبيد الطَّائي في ديوانه (٣٦)، والكتاب (١/ ١٩٨)، وابن يعيش (٦/ ٨٣، ٨٤)، واللسان "هلب".