قوله:"شاحط": فاعل من الشحط وهو البعد، وكذلك الشحوط، يقال: شحط يشحط شحطًا وشحوطًا ومشحطًا إذا بعد.
الإعراب:
ظاهر لأنَّ قوله:"من صديق" يتعلق بما تقدمه من البيت، وقوله:"أو أخي ثقة": كلام إضافي عطف عليه، وكذا قوله:"أو عدو"، وقوله:"شاحط" صفة للعدو، و "دارًا" نصب به.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"شاحط" فإنَّه صفة مشبهة باتفاقهم مع أنَّه جار على فعله، وبهذا رد على من قال: إن الصفة هي التي لا تجري على فعلها نحو: حسن وشديد، وممن قال ذلك أبو علي والزمخشري (١).
قلت: إن صح اتفاقهم فهو محمول على أنَّه اسم فاعل، ولكنه لما قصد به الثبوت أجرى حكمه حكم الصفة المشبهة، فلذلك أطلق عليه أنَّه صفة مشبهة فافهم (٢).
قوله:"الفتاة" الشابة، و "البضة" بفتح الباء الموحدة وتشديد الضَّاد المعجمة، يقال: رجل بَضٌّ؛ أي: رقيق الجلد ممتلئ، وجارية بضة كانت أدماء أو بيضاء.
قوله:"المتجرد" بضم الميم وفتح [التاء](٥) المثناة من فوق والجيم والراء، يقال: فلان حسن المتجرد بفتح الراء والمجرد والمجردة؛ كقولك: حسن العرية والمعرى، وهما بمعنى واحد.
قوله:"كشحه" الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو بكسر الحاء، وهو أقصر الأضلاع، قوله:"ومما خلت" أي: وما ظننت أن أسبى؛ من السبي وهو الأسر.
= شواهد المغني (٨٥٨)، وروايته في الكتاب لسيبويه: (من حبيب). (١) نصه في المفصل (٢٣٠)، يقول صاحبه: "وأسماء الفاعل والمفعول يجريان مجرى الصفة المشبهة في ذلك (في الدلالة على الثبوث) فيقال: ضامر البطن، وحاملة الوشاح، ومعمور الدار، ومؤدب الخدام". (٢) ينظر الكتاب لسيبويه (١/ ١٩٨). (٣) توضيح المقاصد (٣/ ٤٩). (٤) البيت من بحر الطَّويل، وهو لقائل مجهول، وانظره في شرح الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٧). (٥) ما بين المعقوفين زيادة للتوضيح.