قوله:"وكَحَّل العَينَيِنْ بالعوَاورِ" أي: جعل فيهما ما يقوم مقام الكحل لهما، وهذا على المجاز والاتساع، و "العواور": جمع عوار بضم العين وتخفيف الواو، وهو الرمد الشديد، وقيل: هو كالقذا والطعن يجده الإنسان في عينه، قوله:"أن تقاربت أباعري" يريد أن إبله قد تقاربت، أي: قربت من الدناءة؛ من قولك: شيء مقارب إذا كان دونًا، وكذلك: رجل مقارب، قيل: إنما المعنى: قرب بعضها من بعض، قوله:"حنى عظامي" أي: قوسها، قوله:"ثاغري" بالثاء المثلثة والغين المعجمة؛ من ثغرته إذا كسرت ثغرته.
الإعراب:
قوله:"وكحل": فعل ماض، وفاعله الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الدهر، و "العينين": مفعوله، والباء تتعلق بكحل في محل النصب على أنه مفعول ثانٍ.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"العواور" فإن أصله: العواوير، فلذلك صحت الواو لبعدها من الطرف ثم حذفت
(١) ابن الناظم (٨٤٠)، وروايته: (بالقوادر)، وتوضيح المقاصد (٦/ ١٧)، وأوضح المسالك (٤/ ٣٩٩). (٢) البيت من الرجز المشطور، وسيذكر الشارح عدة أبيات معه، وقد نسبت لجندل بن المثنى الطهوي، وانظر الشاهد في الكتاب (٤/ ٣٧٠)، والممتع (١/ ٣٣٩)، والمنصف (٢/ ٤٩)، (٣/ ٥٠)، وابن يعيش (٥/ ٧٠)، (١٠/ ٩١)، والخصائص (٣/ ٣٢٦)، والإنصاف (٧٨٥)، وسر الصناعة (٧٧١)، وشرح الشافية (٣/ ١٣١)، والتصريح (٢/ ٣٩٦)، وشواهد الشافية (٣٧٤). (٣) ينظر شرح شواهد الشافية (٣٧٤).