بكَا اللقْوَةِ الشغواءِ جُلْتُ فلم أكنْ … لِأُولَعَ إلا بالكَمِي المقُنَّع
أقول: أنشده ثعلب ولم يعزه إلى قائله، وهو من الطويل.
قوله:"اللقوة" بفتح اللام وسكون القاف، وهي العقاب سميت بذلك لسرعة اختطافها، وتسمى -[أيضًا]- (٤) فتخاء للين جناحيها، قال الجوهري: اللَّقوة: العقاب الأنثى، واللِّقوة بالكسر مثله، قال أبو عبيدة: سميت بذلك لقوة لَسْع أشداقها (٥).
قوله:"الشغواء" بالشين والغين المعجمتين، يقال للعقاب: شغواء لفضل منقارها الأعلى على الأسفل، ويقال: سميت بذلك لاعوجاج منقارها، ويقال: غارة شعواء بالعين المهملة، وهي التي تأتي من كل جانب.
قوله:"جلت": من الجولان، أراد به الجولان في الحرب، قوله:"لأولع" على صيغة المجهول من أولع بالشيء فهو مولَع به بفتح اللام، أي: مغرى به، قوله:"بالكمي" بفتح الكاف وتشديد الياء، وهو الشجاع المتكمي في سلاحه؛ لأنه كمى نفسه؛ أي: سترها بالدرع والبيضة.
قوله:"المقنع" بضم الميم وفتح القاف وتشديد النون وفي آخره عين مهملة، يقال: رجل مقنع إذا كان عليه بيضة.
الإعراب:
قوله:"بكا اللقوة" الباء تتعلق بقوله: "جلت"، والكاف اسم على ما يأتي، و "الشغواء" بالجر صفة اللقوة، و "جلت": جملة من الفعل والفاعل، قوله:"فلم أكن" جملة معطوفة على قوله: "جلت"، واسم كان مستتر فيه وخبره هو قوله:"لأولع"، وانتصاب لأولع بأن المقدرة، أي: لأن أولع، قوله:"إلا": استثناء من قوله: "لأولع"، قوله:"بالكمي": يتعلق بأولع،
(١) ينظر المغني بحاشية الأمير (١/ ١٥٢) وفيه إشارة للخلافات النحوية بين سيبويه والمحققين وبين الأخفش والفارسي. (٢) ابن الناظم (١٤٤). (٣) البيت من بحر الطويل، وهو مجهول القائل، وانظره في الجنى الداني (٨٢)، والدرر (٤/ ١٥٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣١)، وما يشترك بين الاسمية والحرفية (٨٦)، وشرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٢٥). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٥) الصحاح مادة: "لقى".