قوله:"جلَد" بفتح اللام؛ أي: قوة، وأصل الجلد الصلابة والجلادة، تقول منه: جلُد الرجل بالضم فهو جلد وجليد بيِّن الجلد والجلادة والجلودة، قوله:"يهجرا": من الهجر، وهو ضد الوصل، وقد هجره هجرًا وهجرانًا، و"الرأفة": الرحمة والشفقة؛ من رَؤُف يرؤُف، وأصل:"الجبر" أن تغني الرجل من فقر، أو تصلح عظمه من كسر.
الإعراب:
قوله:"ما لمحب جلد" كلمة ما بمعنى ليس، "وجلد" اسمها "ولمحبٍّ": مقدمًا خبرها، قوله:"أن يهجرا" أي: لأن يهجر؛ فأن مصدرية، والتقدير: ما لمحب قوة للهجران.
قوله:"ولا حبيب" أي: وليس لحبيب رأفة، وارتفاع رأفة بكونها اسم لا، "ولحبيب" مقدمًا خبره، قوله:"فيجبرا" بنصب الراء بتقدير أن بعد الفاء، أي: فأن يجبرا، والألف فيه للإشباع، وكذلك في قوله:"أن يهجرا"، والمفعول محذوف تقديره: فيجبره؛ أي: المحب.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ولا حبيب" حيث جاء مجرورًا لكونه عطفًا على قوله: "لمحب" بحرف منفصل وهو قوله: "لا" تقديره: ولا لحبيب رأفة؛ كما ذكرناه فافهم (٣).
أقول: قائله هو الفرزدق، وقد مَرّ الكلام فيه مستوفًى في .............................
(١) توضيح المقاصد (٢/ ٢٣٧). (٢) البيتان من بحر الرجز، وهما لقائل مجهول، وانظرهما في الأشموني (٢/ ٢٧٤)، والدرر (١٩٩)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٧)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١١٥٩). (٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٩٠)، والمساعد (٢/ ٢٩٨). (٤) توضيح المقاصد (٢/ ٥١)، شرح ابن عقيل (٣/ ٣٩) "صبيح". (٥) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق في الفخر بعد أن سرد مآثر آبائه، انظر ديوان الفرزدق (١/ ٤١٨) طبعة دار صادر، وتخليص الشواهد (٥٠٤)، والخزانة (٩/ ١١٣) والدرر (٤/ ١٩١)، وشرح التصريح (١/ ٣١٢)، =