وقال الفراء: لولاي ولولاك المضمر في موضع رفع، كما تقول: لولا أنا ولولا أنت (٣)، وفيه بحث كثير حذفناه للاختصار (٤).
وقوله:"طحت" جواب لولاي، وهي جملة من الفعل والفاعل، قوله:"كما هوى" الكاف للتشبيه، و "ما" يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون موصولة، قوله:"هوى": فعل ماض، وقوله:"منهوي" فاعله، والباء في:"بأجرامه" في محل النصب، و "من" في: "من قنة النيق": تتعلق بهوى.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"لولاي" فإن فيه حجة على المبرد، حيث أنكر مجيء نحو هذا في الكلام الفصيح (٥).
الشاهد الستون بعد الخمسمائة (٦)، (٧)
فلا واللَّه لَا يُلْفِي أُنَاسٌ … فَتى حَتَّاكَ يا ابنَ أَبِي زِيَادِ
أقول: هو من الوافر.
(١) في (أ): لولاك في هذا ..................... … ........................ (٢) ينظر الكامل للمبرد (٢/ ٢٤٩، ٢٥٠)، طبعة: مؤسسة المعارف، والمقتضب (٣/ ٧٣). (٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٨٥) والإنصاف: مسألة (٩٧). (٤) يقول الفراء في معاني القرآن (٢/ ٨٥): "وقد استعملت العرب لولا في الخبر وكثر بها الكلام حتى استجازوا أن يقولوا: لولاك، ولولاي، والمعنى فيهما كالمعنى في قولك: لولا أنا، ولولا أنت، فقد توضع الكاف على أنها خفض، والرفع فيها الصواب … وإنما دعاهم إلى أن يقولوا: لولاك في موضع الرفع؛ لأنهم يجدون المكني يستوي لفظه في الخفض والنصب مثل: ضربتك، ومررت بك، وكذا في الرفع، مثل: قمنا، وضربنا، ومر بنا، فلما كان ذلك استجازوا أن يكون الكاف في موضع أنت رفعًا؛ إذ كان إعراب المكني بالدلالات لا بالحركات، قال الشاعر: ٥٥٨ - أتُطْمِعُ فِينَا مَن أَرَاقَ دِماءَنَا … وَلَولَاكَ لَم يَعْرِضْ لأَحْسَابِنَا حَسَنْ وقال آخر: وحكى بيت الشاهد: ٥٥٩ - وَكَم مَوْطِنٍ لَولَايَ طِحْتَ كمَا هَوَى … بِأَجْرَامِهِ منْ قنةٍ النيقِ مُنْهَوي انتهى". (٥) ينظر الكامل للمبرد (٢/ ٢٤٩، ٢٥٠)، طبعة: مؤسسة المعارف، والمقتضب (٣/ ٧٣)، والإنصاف مسألة (٩٧). (٦) توضيح المقاصد (٢/ ٢٠٠)، وانظره في شرح ابن عقيل. (٧) البيت من بحر الوافر، وهو مجهول القائل، ولم ينسبه العيني إلى قائله، وحتى لم يشر إلى ذلك، وهو في الجنى =