قوله:"يبليه" من بلِي الثَّوْبُ يَبْلَى إذا خَلق، وقال ابن يسعون: معنى يبليه هاهنا يمتحنه ويخلقه؛ لأنه يتلف جِدَّتَهُ [ويضعف حِدَّتَهُ](٣)، قوله:"بلاء السربال" قال الجوهري: بَليَ الثوب بلًى بكسر الباء، فإنْ فتحتها مدَدْتَ، قال العجاج:
وقال ابن يسعون: هو مصدر بلاه اللَّه يبلوه بلاة في معنى أبلاه بلاء، فجاء على غير فعله لتقارب اللفظين واتفاق المعنيين، قوله:"تعاقب الإهلال" أي: توارده، وهو من أهل الشهر إهلالًا.
الإعراب:
قوله:"والمرء": مبتدأ، وخبره الجملة التي بعده وهي قوله:"يبليه"، وهي جملة من الفعل والمفعول، والفاعل هو قوله:(تعاقب الإهلال)، قوله:"بلاء السربال": كلام إضافي، وانتصابه على المصدرية، والمعنى: يبليه بلاء كبلاء السربال، وفي الحقيقة هو منصوب بنزع الخافض، والجملة صفة للمصدر المحذوف.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"بلاء السربال" حيث مد بلاء وهو مقصور، واعلم أن الاستشهاد به إنما يصح إذا قرئ: بِلاء السربال بكسر الباء، وأما إذا فتحتها فلا استشهاد على ما لا يخفى عليك من كلام الجوهري.
(١) توضيح المقاصد (٥/ ١٧). (٢) بيتان من بحر الواسع المشطور نسبا للعجاج وليسا في ديوانه، وانظرهما في الصحاح للجوهري: "بلي"، وكتاب التكملة للفارسي (٣٦١)، واللسان: "بلا". (٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٤) الصحاح مادة: "بلا".