أقول: قائله هو النابغة الذبياني، واسمه زياد بن معاوية، وقد ترجمناه فيما مضى، وهو من قصيدة يخاطب بها يزيد بن سنان المري؛ إذْ لَاحَاهُ فَنَماه إلى قضاعة، وأولها هو قوله (٣):
١ - قوله:"اجمع جموعك" وفي رواية الأعلم: جَمِّعْ مَحَاشَك يا يزيد (٤)، قال الأصمعي: المحاش: أربعة أحياء من فزارة ومرة، وكانوا يجتمعون فيقال لهم: المحاش، وقال ابن الأعرابي: المحاش: الذين لا خير فيهم ولا غناء عندهم، يقال: محشته النار إذا أحرقته وأفسدته، قلت: المحاش هاهنا بكسر الميم، وأراد "بيربوع" يربوع بن غيط بن مرة، و"بتميم": تميم بن ضبة بن عذرة بن سعد بن ذبيان.
٢ - قوله:"ولحقت بالنسب الذي" يريد النسب الذي نفاه إليه وعيره به، وذلك أن ابنة النابغة كانت تحت يزيد فطلقها، فقيل له: لم طلقتها؟ فقال: لأنه رجل من عذرة، فحقق النابغة انتسابه إليهم، وزعم أنه نسب يزيد إلا أنه تركه وانتفى منه، وهو معنى قوله:
......................... … وتركت أصلك يا يزيد ذميمَا
أي: مذمومًا.
(١) ابن الناظم (٥٥)، توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٦٠). (٢) البيت من مقطوعة للنابغة الذبياني يرد افتراء عليه من يزيد بن سنان المري، وهي في ديوان النابغة (١٠٨)، (دار صادر)، وبيت الشاهد في الكتاب (١/ ٢٦٢)، والهمع (١/ ١٢١)، تخليص الشواهد (٢٥٩)، والدرر (٨٣)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ٣٦)، وينظر المعجم المفصل (٨٣٩). (٣) الديوان (١٠٨)، وأشعار الشعراء الستة الجاهليين للأعلم (٢٣٦). (٤) ينظر أشعار الشعراء الستة الجاهليين للأعلم (١/ ٢٣٦).