يضرها": من ضار يضير ضيرًا بمعنى: ضره يضره ضرًّا، قوله: "وأوهى" من أوهيت الجلد إذا خرقته، يقال: وهي الجلد يهي إذا خرق، قوله: "الوعل" بفتح الواو وسكون العين المهملة وكسرها، وهو الأيَّل [وهو تيس الجبل](١).
والمعنى: أنك تكلف نفسك ما لا تصل إليه ويرجع ضرره عليك.
الإعراب:
قوله: "كناطح": خبر مبتدأ محذوف؛ أي: أنت كوعل ناطح، و"صخرة": منصوب لأنه مفعول اسم الفاعل، و "يومًا": نصب على الظرف، قوله: "ليوهنها" اللام للتعليل، ويوهن منصوب بأن المقدرة، وقوله: "فلم يضرها" جملة معطوفة على الجملة الأولى.
قوله: "وأوهى": فعل ماض، وقوله: "الوعل": فاعله، وقوله: "قرنه": كلام إضافي مفعوله، والضمير فيه يرجع إلى الوعل، وليس بإضمار قبل الذكر؛ لأنه وإن كان مقدمًا في الذكر ففي الرتبة مؤخر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "كناطح" فإنه اسم فاعل عَمِل عَمَل فعله لاعتماده على موصوف مقدر؛ لأن تقديره: كوعل ناطح كما ذكرناه، والاعتماد على الموصوف المقدر كالاعتماد على الموصوف الظاهر (٢).
أقول: قائله هو عمر بن أبي ربيعة، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها هو قوله (٥):
١ - وكمْ من قتيلٍ لا يُباءُ به دمٌ … ومنْ غَلِقٍ رهنًا إذا لفّهُ مِنَى
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٢) ينظر ارتشاف الضرب (٣/ ١٨٤)، وأوضح المسالك بمصباح المسالك (٣/ ١٨١، ١٨٢) وشرح جمل الزجاجي "الكبير" لابن عصفور (١/ ٥٥٠، ٥٥١). ويعمل اسم الفاعل المجرد من "أل" عمل فعله بشرط: أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، فإن كان بمعنى المضي لم يعمل إلا عند الكسائي الَّذي استدل على جواز إعماله بقول الله تعالى: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ﴾ [الكهف: ١٨]- ووافقه في ذلك هشام وابن مضاء، ورد بأنه حكاية حال ماضية. (٣) ابن الناظم (١٦٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٠٨) "صبيح". (٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لعمر بن أبي ربيعة، في الغزل، قالها في حجاج بيت الله، وتعرض لهن وهن يرمين الجمرات، والبيت في ديوانه (٢٦)، والكتاب (١/ ١٦٥). (٥) ينظر الديوان (٢٦، ٢٧) بشرح عبدأ علي مهنا.