والثاني: أنه أثبت العلامة في الوصل وحقها ألا تثبت إلا في الوقف. انتهى (١).
وحكى يونس أن هذا مذهب لبعض العرب فإنهم يثبتون الزوائد وصلًا في الحكاية بمن فيقولون: منو يا فتى غير منون، وكذا منا ومني، ويكسرون نون المثنى ويفتحون نون الجمع ومنه قوله:
قوله:"مللت": من الملالة وهي السآمة، و "العواد" بضم العين؛ جمع عائد [المريض](٥)، وهو الزائر الذي يزور المريض ويسأل عن حاله.
الإعراب:
قوله:"فأجبت" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، وأجبت: جملة من الفعل والفاعل، قوله:"قائل" بالنصب مفعولها، وقد أضيف إلى الجملة من المبتدأ والخبر، أعني: قوله: "كيف أنت"، والتقدير: فأجبت قول قائل يقول: كيف أنت؟
قوله:"بصالح" يتعلق بقوله: "فأجبت"، والتقدير: فأجبت له بقولي؛ أنا صالح؛ على ما يجيء الآن، قوله:"حتى" للغاية، و "مللت": جملة من الفعل والفاعل، أراد أن المرض طال عليه حتى ملّ من كثرة قول الزوار: كيف أنت؟ وملت الزوار -أيضًا- من كثرة الزيارة.
(١) ينظر ابن الناظم (٧٤٨)، ط. دار الجيل. (٢) قال السيوطي: "وأجاز يونس الحكاية بمن في الوصل والحاق الزيادات بها حينئذ تقول: منو يا فتى ومنا يا هذا ومني يا هند ولا تنون ....... ". الهمع (٢/ ١٥٣). (٣) ابن الناظم (٢٩٤). (٤) البيت من بحر الكامل، لقائل مجهول، وهو في الشكوى من طول العمر ولزوم المرض، وانظره في المغني (٤٢٢)، والهمع (١/ ١٥٧)، والدرر (٢/ ٢٧١)، وشرح شواهد المغني (٨٣٧). (٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).