والمعنى: لأجل الفقر؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٥] أي: لهدايته إياكم.
والمعنى هاهنا: رأيت الناس شرهم وأحقرهم وأهونهم الفقير لأجل فقره.
قوله:"وإن": حرف شرط، وقوله:"كانا": فعل الشرط، والجواب إما متقدم وإما محذوف تقديره: وإن كان له نسب وخير فهو أحقرهم وأهونهم، وارتفاع نسب بكانا، وخير عطف عليه، والضمير في "له" يرجع إلى الفقير، والجار والمجرور في محل النصب على الخبرية.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"وإن كانا" حيث ثنى الفعل مع إسناده إلى الفاعل الظاهر؛ كما في الأبيات السابقة (١).
أقول: قائله هو عامر بن جوين الطائي؛ كذا قاله النحاس في شرح أبيات الكتاب، والجوهري وغيرهما.
وهو من المتقارب وفيه الحذف.
والشاعر يصف سحابة وأرضًا نافعتين، و "المزنة" بضم الميم وسكون الزاي المعجمة وفتح النون؛ وهي السحابة البيضاء، وتجمع على مُزن، ويقال: المزنة: المطرة، والمعنى هاهنا على الأول.
قوله:"ودقت" بالقاف؛ من ودق المطر يدق إذا قطر، وسمي المطر ودقًا [أيضًا](٤)، قوله:"أبقل": من الإبقال؛ يقال: أبقلت الأرض إذا خرج بقلها، ويقال للمكان أول ما ينبت فيه البقل
(١) ينظر الشاهد (٣٨١) وما بعدها. (٢) ابن الناظم (٨٦)، وتوضيح المقاصد (٢/ ١١)، وأوضح المسالك (٢/ ١٠٨)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٩٢). (٣) البيت من بحر المتقارب، وهو لعامر بن جؤين الطائي الجاهلي يصف سحابة ممتلئة وأرضا مبقلة، وانظر بيت الشاهد في: الكتاب (٢/ ٤٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١١٢)، وابن يعيش (٥/ ٩٠)، والمحتسب (٢/ ١١٢)، وحاشية الصبان (٢/ ٥٣)، والبحر المحيط (٦/ ٤٤٤)، وشرح شواهد المغني (٣١٩)، والصحاح مادة: "بقل"، واللسان: "بقل"، والتاء مدخولاتها واستعمالاتها في الدراسات النحوية (١٢٢)، د. أحمد السوداني، أولى (٢٠٠٤ م). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).