فقال مروان: قعودًا يا غلام، فقال: لا واللَّه يا أبا عبد الملك إلا قيامًا فأغضب مروان، وكان معاوية ﵁ يعادل بني مروان وبني سعيد، فلما ولي مروان كتب إلى واليه بضربَةٍ أن يعاقبه إذا حل وقال للفرزدق: إني كتبت لك بمائة دينار، فلما أخذ الكتاب وانصرف على أنه جائزته ندم مروان فكتب للفرزدق (٥):
(١) ينظر الشاهد رقم (٩٧٨). (٢) أوضح المسالك (٤/ ٥٨). (٣) البيت من بحر الكامل، وهو للفرزدق، من مقطوعة عدتها ثلاثة أبيات، وقد ذكر الشارح قصتها كما ذكر الأبيات، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (٢/ ٢٥٧)، واللمع (١٩٩)، والتصريح (٢/ ١٨٦)، والخزانة (٦/ ٣٤٧)، والأشموني (٣/ ١٧٨)، وابن يعيش (٢/ ٢٢)، والمعجم المفصل (٤٦٩). (٤) انظر ديوان الفرزدق (٢/ ٧٠)، وهما بيتان من قصيدة طويلة من الوافر، يمدح بها سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية. والبيتان في الديوان غير متتاليين، ورواية البيت الأول في الديوان هكذا: ترى الشحم الحجاحج من قريش … إذا ما الأمر في الحدثان عالا والحجاحج: السادة الأشراف، وعال: فدح وعظم، والبيت لغير استشهاد نحوي. (٥) انظر أبيات مروان وأبيات الفرزدق التي ردَّ عليه بها من القافية والروي، والوزن من بحر الكامل في ديوان الفرزدق (١/ ٣٨٤).