الشاهد العشرون بعد المائتين (١)، (٢)
فَأَصْبَحُوا قَدْ أَعَادَ اللهُ نِعْمَتَهُم … إذْ هُمْ قُرَيْشٌ وَإذْ مَا مِثْلَهُمْ بَشَرُ
أقول: قائله هو الفرزدق همام بن غالب، وهو من قصيدة رائية يمدح بها عمر بن عبد العزيز -[رضي اللَّه تعالى عنه] (٣) -، وأولها هو قوله:
١ - تقُولُ لما رأتْني وهي طيِّبةٌ … على الفراشِ ومنها الدَّلُّ والخفَرُ
٢ - أَصْدرْ هُمَومَك لا يقتُلْك وَارِدُها … فكل واردةٍ يومًا لها صَدَرُ
٣ - فعجتها قبل الأخيارِ منزلةً … والطّيِّبي كُلّ ما التاثت به الأُزُرُ
٤ - إذَا رَجا الركبُ تعريسًا ذَكَرْتُ لهم … غيشًا يكونُ على الأيدي لَهُ دِرَرُ
٥ - وكيف تَرجُونَ تغميضًا وأهْلُكُمُ … بحيثُ تَلْحَسُ عن أولادها البقَرُ
٦ - سيروا فإنّ ابنَ ليلى مِنْ أمامكُمُ … وبادِرُوه فإن العُرْفَ يُبتَدرُ
٧ - فاصبحوا ................ … ................. إلى آخره
٨ - ولن يزال إمامٌ منهُمُ مَلِكٌ … إليه يَشْخَصُ فوق المنْبَرِ البَصَرُ
٩ - إنْ عاقبوا فالمنَايَا من عقوبتهِم … وإنْ عَفَوا فذوو الأحلامِ إنْ قَدرُوا
١٠ - كمْ فرّق الله من كيدٍ وجمّعهُ … بِهِمْ وأطفأ من نارٍ لها شَرَرُ
وهي من البسيط.
المعنى كله ظاهر، وأراد بابن ليلى عمر بن عبد العزيز -رضي الله [تعالى] (٤) عنه- فإن ليلى اسم أمه، وهي ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ﵁، وأبوه عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
= وهنا تقدم الخبر وهو (خذل) على الاسم وهو (قومي) فبطل عملها.
(١) ابن الناظم (٥٦)، أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢٨٠).
(٢) البيت من بحر البسيط، منسوب للفرزدق، من قصيدة طويلة يمدح بها عمر بن عبد العزيز (ديوانه (١/ ١٨٢) دار صادر)، الأبيات التي اختارها العيني ليست كما في الديوان؛ بل فيها تقديم وتأخير، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (١/ ٦٠)، والمغني (٣٦٣)، والمقتضب (٤/ ١٩١)، ورصف المباني (٣١٢)، والمقرب (١/ ١٠٢)، وتخليص الشواهد (٢٨١)، والخزانة (٤/ ١٣٣)، والدرر (٢/ ١٠٣)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ١٦٢)، والتصريح (١/ ١٩٨)، وشرح شواهد المغني (١/ ٢٣٧).
(٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).