قوله:"لخصومة": يتعلق بضارع، ويجوز أن تكون اللام بمعنى: عند، أي: ضارع عند خصومة، قوله:"ومختبط": عطف على ضارع، وقوله:"مما تطيح الطوائح" كلمة ما مصدرية أي: من إطاحة الأشياء المطيحة، هذا من حيث التقدير، وأما من حيث الظاهر فهو فعل وفاعل دخل عليه حرف مصدري.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ضارع" حيث ارتفع بفعل مقدر تقديره: يبكيه ضارع؛ كما قلنا، ورواه الأصمعي:"ليبك يزيدًا" بفتح الياء في ليبك على صيغة العلوم، ونصب يزيد، فعلى هذا لا شاهد حينئذ فافهم (١).
٥ - غداة أحلت ............. … ....................... إلى آخره
وقصة هذا: أن حصين بن أصرم المذكور في البيت قد قُتل له قريب فحرم على نفسه شرب
(١) يجوز حذف فعل الفاعل إذا دل ما قبله على حذفه؛ كقوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ﴾ [النور: ٣٦، ٣٧] في قراءة من قرأ يسبح بفتح الباء على تقدير سؤال سائل: من يسبحه؟ فقال: رجال، أي: يسبح له رجال، وهنا -أيضًا- في البيت حذف فاعل ضارع وهو حذف جائز لعدم اللبس كأنه قيل: من يبكيه؟ فقال: ضارع لخصومة، أي: يبكيه ضارع لخصومة، وعلى رواية الأصمعي في البيت فلا شاهد. ينظر ابن يعيش (٢/ ٨٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١١٨)، والارتشاف (٢/ ١٨١). (٢) أوضح المسالك (٢/ ٩٦). (٣) البيت من بحر الطويل من قصيدة يمدح بها بني ضبة، وهي في الديوان (١/ ٢٥٢)، ط. دار صادر، وبيت الشاهد في شرح التصريح (١/ ٢٧٤)، والإنصاف (١٨٧)، وابن يعيش (١/ ٨، ٣٢، ٧٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١١٩). (٤) الديوان (٢٥٢) وما بعدها، وليس هذا أول القصيدة، وإنما أولها: رعت ناقتي من أم أعين رعية … يشل بها وضعًا إلى الحقب الضفرِ (٥) بعده أبيات ثلاثة حتى يصل إلى الشاهد.