وهو من الكامل [وفيه](٢) الإضمار والترفيل، وهو قوله: حتى تكونه مستفعلات.
المعنى: لا تزال تسمع مات فلان وفلان حتى تكون أنت الميت.
الإعراب:
قوله:"تنفك": فعل من الأفعال الناقصة، وقد قلنا إنه لا يعمل إلا إذا تقدمه النفي، وقد حذف النفي هاهنا، والمعنى: لا تنفك، واسمه مستتر فيه، وخبره قوله:"تسمع"، قوله:"ما حييت": كلمة "ما" للتوقيت ومعناه: تسمع مدة حياتك، قوله:"بهالك" يتعلق بقوله: "تسمع" وأراد بالهالك الميت، قوله:"حتى تكونه": أي: حتى تكون إياه، أي: الهالك، واختار الاتصال على الانفصال، وتكون منصوب؛ لأنه وقع بعد حتى، والتقدير: حتى أن تكونه.
قوله:"والمرء": مبتدأ، وخبره قوله:"قد يرجو" وقوله: "الرجا": مفعول مطلق، قوله:"مؤملًا" يجوز أن يكون على صيغة اسم الفاعل، وأن يكون على صيغة اسم المفعول، فعلى الأول يكون حالًا من المرء، وعلى الثاني يكون مفعولًا لقوله:"يرجو". قوله:"والموت": مبتدأ وقوله: "دونه": خبره، والجملة وقعت حالًا.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"تنفك" حيث حذف النافي (٣) فيه؛ إذ أصله: لا تنفك (٤).
أقول: قائله هو السموأل بن عادياء الغساني اليهودي، ويقال: قائله هو اللجلاج الحارثي،
(١) ينظر البيتين في شرح الألفية، لابن الناظم (١٣٠)، دار الجيل. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٣) في (ب): لا النافية. (٤) من أخوات كان: زال وبرح وفتئ وانفك، وتعمل هذه الأفعال بشرط أن يتقدمها نفي لفظًا كما في الشاهد السابق أو تقديرًا كما في قوله تعالى: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥] والأصل: لا تفتأ وكما في البيت المذكور، ولا يحذف النافي معها إلا بعد القسم كالآية الكريمة، وقد يشذ الحذف بدون القسم في الشعر كقول الشاعر: وأبرح ما أدام الله قومي … بحمد الله منتطقًا مجيدَا (٥) ابن الناظم (٥٢)، لا يوجد في توضيح المقاصد للمرادي، وإنما هو في شرح ابن عقيل (١/ ٢٧٣). (٦) البيت من بحر الطويل، وهو من قصيدة طويلة للسموأل بن عاديًّا اليهودي في الفخر بالشجاعة والموت، وهي في =