قَلِيلًا بِهِ ما يحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ … ..............................
أقول: قائله هو حاتم الطائي وتمامه:
........................... … إذا نال مما كنت تجمع مغنمَا
وهو من قصيدة طويلة من الطويل، قد ذكرناها في شواهد المفعول له (٣).
الإعراب:
قوله:"قليلًا": نصب على أنه صفة لمصدر محذوف أي: حمدًا قليلًا، والضمير في "به" يرجع إلى المال في البيت الذي قبله، وهو قوله:
أهن للذي تهوى التلاد فإنه … إذا مت كان المال نهبًا مقسمًا
وكلمة ما زائدة، وقوله:"وارث": فاعل يحمدنك، والمعنى: يحمدنك وارثك بعد استيلائه على مالك حمدًا قليلًا.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"يحمدنك" حيث أكده الشاعر بالنون الثقيلة، والتأكيد في مثل هذا الموضع قليل، وهو أن يكون بعد ما الزائدة التي لم تسبق بإن (٤).
= زيد الآن، ولا يجوز ليفعلنّ. ومنع البصريون هذا الاستعمال استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدرة بالمؤكد؛ كقولك: والله إن زيدًا ليفعل الآن، وأجازه الكوفيون ويشهد لهم قراءة ابن كثير في قوله تعالى: ﴿لأقسم بيوم القيامة﴾ [القيامة: ١]، وقول الشاعر: (البيت). ينظر شرح الألفية لابن الناظم (٦٢٠، ٦٢١). (١) ابن الناظم (١٤٠)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٩٧)، وأوضح المسالك (٤/ ١٠٢). (٢) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لحاتم الطائي، كلها في المواعظ والحكم الاجتماعية، ديوانه (٨٤)، تحقيق: مفيد قميحة، وانظر بيت الشاهد في: شرح الأشموني (٢/ ٤٩٧)، والتصريح (٢/ ٢٠٥). (٣) ينظر الشاهد رقم (٤٥٣). (٤) يؤكد المضارع بالنون إذا كان بعد ما الزائدة غير المقترنة بإن قليلًا، وقد عللوه بقولهم: وإنما كان لهذا التوكيد شيوع من قبل أن "ما" لما لازمت هذه المواضع أشبهت عندهم لام القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام، قال ابن يعيش: "وقد دخلت هذه النون في الخبر وإن لم يكن فيه طلب وهو قليل؛ قالوا: (بجهد ما تبلغن وبعين ما أرينك)، شبهوا دخول (ما) في هذه الأشياء بدخولها على الجزاء، وجعلوا كونه لا يبلغ إلا بجهد بمنزلة غير الواجب الذي لا يبلغ، وقوله: بعين ما أرينك، أي: أتحقق ذلك ولا شك فيه، فهو توكيد ودخلت (ما) لأجل التوكيد وشبهت باللام في ليفعلن، فأما قول الشاعر: ربما أوفيت .. إلخ، والذي حسن دخول النون زيادة (ما) مع (رب) =