قوله:"من فيالة" بفتح الفاء والياء آخر الحروف واللام، أي: من ضعف رأيه، وقال الجوهري: رجل قال الرأي، أي: ضعيف الرأي مخطئ الفراسة، وقال الرأي يفيل فيولة، وفيّل رأيه تفييلًا، أي: ضعفه فهو فيل الرأي (٤).
الإعراب:
قوله:"خلافًا": منصوب بفعل محذوف تقديره: خالف خلافًا، وقوله:"لقولي": يتعلق بذلك المحذوف، وكلمة "من" في من فيالة للتعليل، أي: لأجل فيالة رأيه، و"كما قيل" يجوز أن تكون الكاف فيه للتعليل وما مصدرية، والمعنى: خالف لأجل ما قيل له؛ أي: لأجل القول الذي قيل له قبل اليوم بما فيه خير وصلاح له.
وقوله:"خالف" أي: خالفَ قول أهل الرأيِ السديدِ لرأيك الضعيف حتى يذكر ذلك؛ يعني: حتى يظهر لك سوء عاقبته، والأظهر أن الكاف للتشبيه وما مصدرية.
والمعنى: خالف قول من ضعف رأيه وسيظهر له ذلك، فحاله هذا كالقول في أمثال الناس خالف تذكر ذلك في الأخير، فهذا وإن كان أمرًا في الظاهر ولكن معناه: نهي من قبيل قوله تعالى: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ [فصلت: ٤٠]، وهذا يسمى أمر تهديد ووعيد (٥).
الاستشهاد فيه:
في قوله:"خالف" حيث حذف منه نون التأكيد ففتح الفاء؛ إذ أصله: خالفن, قوله:
(١) توضيح المقاصد (٤/ ١١٦). (٢) البيت من بحر الطويل، وهو مجهول القائل في مراجعه، وانظره في شرح الأشموني (٣/ ٢٢٧)، وينظر البيان والتبيين (٢/ ١٨٧)، تحقيق عبد السلام هارون، ط. دار الجيل، والحيوان (٧/ ٨٤). (٣) ينظر الكتاب المذكور وهو البيان والتبيين (٢/ ١٨٧). (٤) النص غير موجود في الصحاح: في مادة: "فيل، أو فلا". (٥) ينظر شروح التلخيص: السعد وآخرون (٢/ ٣١٤).