والثاني: تخفيف ميمه، والأصل فيه التشديد؛ لأنه عوض في آخره من حرف النداء من أوله؛ ألا ترى أنَّه لا يجمع بينهما إلا في ضرورة الشعر، ولكن الأعشى خففها للضرورة (١).
[قوله](٤) و"دعاني" أي: اتركاني، قوله:"واغلًا" بالغين المعجمة، وهو الَّذي يدخل على القوم يشربون ولم يُدْعَ، وذلك الشراب الوغل، قوله:"فيمن يغل" أصله: يوغل لأنه من وغل، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة، ويروى: فيمن وغل.
الإعراب:
قوله:"أيهذان" أي: يا أيهذان، حذف منه حرف النداء، و"أي" هو المنادى وصف باسم الإشارة وهو هذان، قوله:"كُلا": جملة من الفعل والفاعل وهو أنتما المستكن فيه (٥)، و"زادكما": كلام إضافي مفعوله، قوله:"ودعاني" -أيضًا- جملة من الفعل والفاعل والمفعول عطف على قوله:"كُلا"، قوله:"واغلًا": حال من الضمير المنصوب في: "دعاني"،
(١) قال ابن جني: "وقد زيدت الميم آخرًا أيضًا، وذلك قولهم: الفهم، فالميم مشددة عوض في آخره من "يا" في أوله، ولا يجمع بينهما إلا في ضرورة الشعر قال ........ ، وخففها الأعشى فقال (البيت). سر الصناعة (١/ ٤٣٠)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٠١). (٢) توضيح المقاصد (٣/ ٢٩٧)، وروايته فيه: (فيمن وغل). (٣) البيت من بحر الرمل، مجهول القائل، وهو في شرح عمدة الحافظ (٢٨١)، ومجالس ثعلب (٥٢)، والهمع (١/ ١٧٥)، والدرر (٣/ ٣٣)، وشرح شذور الذهب (١٩٩)، ومنتهى الأدب بشرح شذور الذهب (١٥٤). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٥) ورد في هامش الخزانة "قوله: أنتما … إلخ سهو، والصواب: ألف التثنية".