والمعنى: أعلم وأجزم أن التسليم على النَّاس وتركه ليسا متساويين ولا قريبين من السواء، وكان حقه لولا الضرورة أن يقول: للاسواء ولا متشابهان، [وقد قيل: إن المعنى: وأعلم أن تسليم الأمر لكم وتركه ليسا متساويين ولا متشابهين](٤).
الإعراب:
قوله:"وأعلم": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر وهو أنا، قوله:"إن" بكسر الهمزة لدخول اللام في خبرها، وقوله:"تسليمًا": اسم إن، "وتركًا": عطف عليه، وخبره قوله:"للا متشابهان"، قوله:"ولا سواء"[بالرفع](٥) عطف على [قوله](٦): "متشابهان".
فإن قلتَ: سواء مفرد فكيف يكون خبرًا عن المتعدد؟
قلتُ: إفراده واجب وإن كان خبرًا عن متعدد؛ لأنه في الأصل مصدر بمعنى الاستواء فحذفت زوائده ونقل إلى معنى الوصف؛ كما في قوله (٧):
(١) يجوز دخول لام الابتداء على خبر (إن) المكسورة دون سائر أخواتها؛ كقولك: إن زيدًا لقائم، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ ودخول اللام للتأكيد أَيضًا، وكان حق هذه اللام أن تقدم فيقال: لأن زيدًا قائم ولكنهم كرهوا الجمع بينهما؛ لأنهما بمعنى واحد فأخرت اللام، وفي هذا البيت دخلت على الخبر الواقع جملة اسمية. ينظر ابن يعيش (٨/ ٦٢، ٦٣) وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٧٢). (٢) ابن الناظم (٦٥)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٤٤)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٥٤)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٣٦٨). (٣) البيت من بحر الوافر لأبي حزان العكلي، وانظره في الخزانة (١٠/ ٣٣٠، ٣٣١)، والدرر (٢/ ١٨٤)، والتصريح (١/ ٢٢٢)، وتخليص الشواهد (٣٥٦)، والهمع (١/ ١٤٠)، وحروف المعاني للزجاجي (٤١). (٤) و (٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٧) عجز بيت من بحر الطَّويل، وهو للسموأل (ديوانه (٩٢) ط. دار صادر)، وصدره: =