٣ - قوله:"لأعدائه" الضمير فيه يرجع إلى الوعل، أي: لأعدائه من الناس، وكذلك الضمير في قوله:"سَقَتْهُ الزوَاعِدُ"، وهو جمع راعدة، وهي السحابة الماطرة، قوله:"من صيف" بتشديد الياء، وهو المطر الذي يجيء في الصيف.
الإعراب:
قوله:"سقته": جملة من الفعل والمفعول، و "الرواعد": فاعله، "من صيف": متعلق بسقته، قوله:"وإن" بمعنى: إما، والتقدير: وإما من خريف.
والاستشهاد فيه:
فإنه حذف ما وأبقى إن، وعن هذا قال سيبويه (٢): إن "إما" مركبة من: "إن" و "ما" وقد يحذف "ما" ويبقى "إن" كما في البيت المذكور (٣).
وقال المبرد والأصمعي:"إن" في هذا البيت شرطية، والفاء فاء الجواب، والمعنى: وإن سقته من خريف فلن يعدم (٤) الري، قيل: هذا ليس بشيء؛ لأن المراد وصف هذا الوعل بالري على كل حال، ومع الشرط لا يلزم ذلك (٥).
وقال أبو عبيدة: إن في البيت زائدة، والتقدير: ومن خريف، والألف في "فلن يعدما" للإشباع،
(١) ينظر شرح شواهد المغني (١٨٠). (٢) قال سيبويه: "والدليل أن ما مضمومة إلى إن قول الشاعر: لقد كَذَبَتكَ نَفسُكَ فَاكذِبْهَا … فَإنْ جَزَعًا وَإِنْ إِجْمَال صَبْرِ وإنما يريدون: "إما". الكتاب لسيبويه (٣/ ٣٣١، ٣٣٢). (٣) ينظر الكتاب لسيبويه (١/ ٢٦٦)، (٣/ ١٤١)، والمغني (٥٩)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٦٧). (٤) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٦٧)، والمغني (٥٩)، والجنى الداني (٢١٢، ٥٣٥). (٥) المغني (٥٩)، والجنى الداني (٢١٢، ٥٣٥).