فيهما، وألَّا يحكم عليهما بنار إلا بنص كتاب أو سنة أو إجماع الأمة، بخلاف ما ثبت في عمه أبي طالب (١).
...
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦)}.
[٦] ثم عدَّد تعالى نعمه على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا} مات أبوك {فَآوَى} أي: آواك إلى عمك بعد موت أبيك.
...
{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧)}.
[٧] وقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ} معناه: قد وجدك، ودليله عطف قوله:{وَوَجَدَكَ ضَالًّا} عن معالم الشرع (٢){فَهَدَى} أي: فهداك إليها.
...
{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨)}.
[٨]{وَوَجَدَكَ عَائِلًا} فقيرًا {فَأَغْنَى} فقنَّعك بما أعطاك من الغنائم والرزق.
قال - صلى الله عليه وسلم - "ليس الغِنى عن كثرةِ العَرَض، ولكنَّ الغِنى غِنى النَّفْس"(٣).
(١) قلت: قد ثبت في "صحيح مسلم" (٢٠٣) وغيره قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لذاك الرجل الذي أتى يسأل عن أبيه، فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه في النار، ثم قال له: "إن أبي وأباك في النار". قال النووي في "شرح مسلم" (٣/ ٧٩): فيه أنه من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. (٢) في "ت": "الشرائع". (٣) رواه البخاري (٦٠٨١)، كتاب: الرقاق، باب: الغنى غنى النفس، ومسلم (١٠٥١)، كتاب: الزكاة، باب: ليس الغنى عن كثرة العرض، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.