واختلفوا في أنه حي في السماء أم ميت؟ فقال قوم: هو ميت، وقال قوم: هو حي، وقالوا: أربعة من الأنبياء في الأحياء: اثنان في الأرض: الخضر وإلياس، واثنان في السماء: إدريس وعيسى عليهم السلام.
[٥٨]{أُولَئِكَ} النبيون المذكورون من زكريا إلى إدريس {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}، وقوله:{مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} يريد: إدريس ونوحًا {وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} في السفينة، يريد: إبراهيم؛ لأنه من ولد سام بن نوح {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ} يريد: إسماعيل وإسحق ويعقوب {وَإِسْرَائِيلَ} يعني: ومن ذرية إسرائيل: موسى وهارون وزكريا ويحيى، وعيسى بن مريم من ذريته {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} أرشدنا واصطفينا.
{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} من خشية الله، أخبر تعالى أن الأنبياء كانوا يسجدون ويبكون لسماع آيات الله. قرأ حمزة، والكسائي:(وَبكِيًّا) بكسر الباء، والباقون: بضمها (٢)، وهذا محل سجود بالاتفاق، وتقدم ذكر اختلاف الأئمة في سجود التلاوة وحكمه وسجود الشكر
(١) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٩٢). (٢) سلفت عند تفسير الآية (٨) من هذه السورة.