[١٥]{فَلِذَلِكَ} إشارة إلى ما وصى به الأنبياء من التّوحيد {فَادْعُ} أنت إلى ربك، وبلغ ما أُرسلت به {وَاسْتَقِمْ} على دينهم.
{كَمَا أُمِرْتَ} أي: دُمْ على استقامتك؛ لأنّه كان مستقيمًا، وفي هذا المعنى قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "شيبتني هودٌ وأخواتُها"، فقيل له: لم ذلك؟ فقال:"لأنّ فيها {فَاْسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} "(١)، وهذا خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بحسب قوته في أمر الله تعالى، وقال هو لأمته بحسب ضعفهم:"استقيموا ولَنْ تُحصوا"(٢).
{وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} يعني: قريشًا فيما كانوا يهوونه من أن يعظِّم محمّد - صلى الله عليه وسلم - آلهتَهم، وغير ذلك.
{وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} يعني: جميع الكتب المنزلة من عند الله، وهو أمر يعم سائر أمته.
(١) تقدّم تخريجه. (٢) رواه ابن ماجه (٢٧٧)، كتاب: الطّهارة، باب: المحافظة على الوضوء، والإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٧٦)، من حديث ثوبان رضي الله عنه. وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٩٧).