فثم:{قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} يعني: يمليخا {بِوَرِقِكُمْ} قرأ أبو عمرو، وحمزة، وخلف، وأبو بكر عن عاصم، وروح عن يعقوب (بِوَرْقِكُمْ) بإسكان الراء، والباقون: بكسرها (١)، والقراءتان معناهما واحد، وهي الفضة، مضروبة كانت أو غير مضروبة، المعنى: فأرسلوا واحدًا منكم بفضتكم {هَذِهِ} المعدة للنفقة {إِلَى الْمَدِينَةِ} التي خرجنا منها، وهي المسماة في الإسلام طرسوس، وكان اسمها في الجاهلية أقسوس.
{فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا} يعني: أي أهلها {أَزْكَى طَعَامًا} أحل وأطيب؛ لأنهم كان فيهم من يذبح للطواغيت {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ} بشيء.
{مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ} يترفَّق في الشراء، وفي طريقه، وفي دخوله (٢) المدينة حتى لا يطلع عليه.
{وَلَا يُشْعِرَنَّ} يعلمن {بِكُمْ أَحَدًا} من الناس.