[٧٤] فلما رأوا ما أعد لهم فيها، أعجبوا سرورًا {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} بالبعث والثواب {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} أي: أرض الجنة، والوراثة هنا مستعارة؛ لأن حقيقة الميراث أن يصير شيء إلى إنسان بعد موت إنسان، وهؤلاء إنما ورثوا مواضع أهل النار لو كانوا مؤمنين {نَتَبَوَّأُ} نتنزل {مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} منها، ثم يدخل سائر الأمم (٢)، وهو إشارة إلى السعة والزيادة عن قدر الحاجة، لا أن أحدًا ينزل في غير منزله، روي أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - تدخل أولًا الجنة، فتنزل حيث تشاء منها، ثم يدخل سائر الأمم، قال الله تعالى:{فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ثواب المطيعين.
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٦٤)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٠)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٢٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٣١). (٢) "منها ثم يدخل سائر الأمم" ساقطة من "ت".