{وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ} بالسَّانِيَةِ أو غيرِها من الآلات، والحَرْثُ: ما حُرِثَ وزُرِعَ؛ أي: تحرثُ ولا تَسْقي، وقيل: معناه: لم تُذَلَّلْ للكرابِ وإثارةِ الأرضِ، ولا هي من النواضحِ التي يُسْنَى عليها لسقي الحرثِ، و (لا) الأولى للنفي، والثانية مزيدةٌ لتأكيد الأولى، والفعلانِ صفتان لذلول، كأنه قيل: لا ذلولٌ مثيرةٌ وساقيةٌ.
{مسَلَّمَةٌ} بَرِيَّةٌ من العيوب.
{لَا شِيَةَ فِيهَا} لا لمعةَ فيها تخالفُ لونَها. قرأ حمزةٌ:(لا شِيَةَ) بالمدِّ بحيثُ لا يبلغُ الإشباع (١)، والكسائيُّ يُميل الياءَ حيثُ وقفَ على هاء التأنيث.
{قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} أي: بالبيان التام الشافي الذي لا إشكالَ فيه، فطلبوها فلم يجدوها بكمال وصفها إلا مع الفتى، وكان اسمه ميشا، فاشتروها بملء مَسْكِها ذهبًا. قرأ أبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ:(جِيتَ) بياء ساكنة بغير همز، والباقون بالهمز (٢).
{فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} من غلاء ثمنها، واضطرابِهم فيها، و (كادَ) من أفعالِ المقاربة.
(١) انظر: تفسير الآية (٢) من سورة البقرة. (٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١١٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٧٢)، وقد ذكراها من قراءة السوسي.