[١٦]{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} في النبوة والملك دون سائر أولاده، وكانوا تسعة عشر. قرأ أبو عمرو:(وَوَرِث سُّلَيْمَانُ) بإدغام الثاء في السين (١)، و (ورث) بمعنى صار إليه ذلك بعد موت أبيه، فسمي ميراثًا تجوزًا، وهذا نحو قولهم:"العلماء ورثة الأنبياء"، وحقيقة الميراث في المال، والأنبياءُ لا تورث أموالهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا، فهو صدقة"(٢) فأعطي سليمان ما أعطي داود عليهما السلام من
(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٣١١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٣٩). (٢) رواه البخاري (٢٩٦٢)، كتاب: أبواب الخمس، باب: فرض الخمس، ومسلم (١٧٥٨)، كتاب: الجهاد والسير، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا نورث ما تركنا فهو صدقة"، عن عائشة -رضي الله عنها-.