{مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} أي: من قُدَّامِهِ ومن ورائِه، والتعقيبُ: العودُ بعدَ البَدْءِ، وإنما ذُكر بلفظِ التأنيثِ؛ لأن المرادَ: الجماعاتُ التي يعقبُ بعضُها بعضًا.
{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي: بأمرِ الله، فإذا جاءَ القدرُ، خَلَّوْا عنه.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} من النعمةِ.
{حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} هو بكثرةِ المعاصي.
{وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا} عذابًا {فَلَا مَرَدَّ لَهُ} لا يَرُدُّه شيءٌ {وَمَا لَهُمْ} أي: المرادُ هَلاكُهم {مِنْ دُونِهِ} من دونِ الله {مِنْ وَالٍ} وَليٍّ. وتقدَّمَ اختلافُ القراءِ في (وَالٍ) عندَ (هَادٍ)(٢)، وفيه دليلٌ على أنَّ خلافَ مرادِ اللهِ مُحالٌ.
(١) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٣/ ١١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢٢٢٩). (٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٦٠)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٤)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٩٨)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢٧٠)، و "معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٢١١).