{وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} أي: لا إثم عليكم إذا قلتم لولد غيركم: يا بني! سهوًا، وقيل: خطؤهم: التسمية قبل النهي، قال ابن عطية: وهذا ضعيف، لا يوصف ذلك بخطأ إلا بعد النهي، وإنما الخطأ هنا بمعنى النسيان، وما يكون مقابل العمد، والخطأ مرفوع عن هذه الأمة عقابه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "رُفع عن أمتي الخطأُ والنسيان وما أُكرهوا عليه"(١).
{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} يريد: لما مضى من فعلهم في ذلك، ثم هي صفتان لله تعالى تَطَّرِد في كل شيء.
[٦]{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} في كل شيء من أمر الدين والدنيا، فيحكم فيهم بما يشاء. قرأ نافع:(النَّبِيءُ أَوْلَى) بالمد والهمز في (النَّبِيء)، وإبدال الهمز الثاني واوًا محضة مفتوحة (٢).
{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أي: كأمهاتكم في وجوب تعظيمهن، وتحريم
(١) رواه ابن ماجه (٢٠٤٥)، كتاب: الطلاق، باب: طلاق المكره والناسي، وابن حبان في "صحيحه" (٧٢١٩)، والحاكم في "المستدرك" (٢٨٠١)، وغيرهم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. وانظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (٤/ ٣٦٩). (٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٥٣)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١١٢).