[١٢] فلما وصفهما بالقول، أجراهما في الجمع مجرى من يعقل {فَقَضَاهُنَّ} أتمهن؛ يعني: السموات {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} الخميس والجمعة، وفرغ منها في آخر ساعة منه، وفيها -أي: تلك السّاعة- خلق آدم، وفيها تقوم السّاعة، وسمي بالجمعة؛ لاجتماع المخلوقات فيه، وتكاملها، ولما لم يخلق الله تعالى يوم السبت شيئًا، امتنع بنو إسرائيل من الشغل فيه.
قال ابن عطية (١): والظاهر من القصص في طينة آدم: أن الجمعة الّتي خلق فيها آدم قد تقدمتها أيّام وجمع كثيرة، وأن هذه الأيَّام الّتي خلق الله فيها المخلوقات هي أول الأيَّام؛ لأنّ بإيجاد الأرض والسماء والشمس والقمر وجد اليوم {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} أي: ما أمر به فيها.
{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} كواكب {وَحِفْظًا} نصب بمصدر محذوف؛ أي: وحفظناها حفظًا من استراق السمع والشهب الصادرة عن الكواكب.
{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} البالغ في القدرة والعلم.
= (٧/ ٣١٦) إلى ابن المنذر، والبيهقي في "الأسماء والصفات". (١) في "المحرر الوجيز" (٥/ ٥).