وهو يقول (١): اللَّهُمَّ اهدِ قومي، وقبره بأنطاكية، فلما قتله قومه {قِيلَ} له: {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} فلما أفضى إلى الجنَّة {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}.
[٢٧]{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} أي: بالذي غفر لي من الذنوب.
{وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ليؤمنوا، أراد بذلك الإشفاق والنصح لهم؛ أي: لو علموا ذلك، لآمنوا بالله تعالى، وفي ذلك قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "نصحَ قومَه حيًّا وميتًا"(٢)، وقال قتادة: نفعهم على حالة الغضب والرضا، وكذلك المؤمّن لا يكون إِلَّا ناصحًا للناس.
[٢٨] فلما قُتل حبيب، غضب الله له، وعجل لهم النقمة، فأمر جبريل فصاح بهم صيحة واحدة، فهلكوا عن آخرهم، فذلك قوله تعالى:{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ} أي: قوم حبيب {مِنْ بَعْدِهِ} أي: من بعد إهلاكهم {مِنْ
(١) "يقول" ساقطة من "ت". (٢) ذكره القرطبي في "تفسيره" (١٥/ ٢٠) عن ابن عبّاس، ورواه ابن مردويه كما قال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف" من حديث المغيرة بن شعبة، في قصة عروة بن مسعود.