ليرتحلوا معه، فتخلفوا عنه جبنًا، واعتلُّوا بالأموال والأولاد، فنزل:{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ} عنك {مِنَ الْأَعْرَابِ} إذا رجعت من الحديبية.
{شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} اللهَ ليغفر لنا تخلُّفَنا عنك، فكذبهم الله في اعتذارهم، فقال:{يَقُولُونَ} يُظهرون.
{بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} لأنهم لا يبالون باستغفارك.
{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا} سوءًا {أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} أي: لا يقدر على دفع ضر ولا جلب نفع إلا هو تعالى. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف:(ضُرًّا) بضم الضاد، والباقون: بفتحها (١)، وهما لغتان، وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدفع عنهم الضر، ويعجل لهم النفع بالسلامة في أنفسهم وأموالهم، فأخبرهم أنه إن أراد شيئًا من ذلك، لم يقدر أحد على دفعه {بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} فيعلم تخلفكم وقصدَكم فيه.