و {يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} أي: ابتلاءٌ ومحنةٌ.
{فَلَا تَكْفُر} أي: لا تتعلم السحرَ لتعملَ به فتكفرَ، وأَصلُ الفتنة: الاختبارُ والامتحانُ، فإن أبي إلا التعلم (١)، قالا له: ائتِ هذا الرمادَ فَبُلْ عليه، فيخرجُ منه نورٌ ساطع في السماء، فتلكَ المعرفةُ، وينزل شيء أسودُ شبهُ الدخان حتى يدخلَ مسامعه، وذلك غضبُ الله -عز وجل-.
قال مجاهد: إن هاروتَ وماروتَ لا يصلُ إليهما أحدٌ، ويختلفُ فيما بينَهُما شيطانٌ في كلِّ مسألةٍ اختلافةً واحدةً.
{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} وهو أن يؤخذَ كلُّ واحدٍ منهما عن صاحبه، ويُبَغَّضَ كلُّ واحدٍ إلى صاحبه، قال الله تعالى:
{وَمَا هُمْ} أي: السحرةُ أو الشياطينُ.
{بِضَارِّينَ بِهِ} أي: بالسحر.
{مِنْ أَحَدٍ} أي: واحدًا.
{إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي: بقضاء الله وقدره ومشيئته.