٨ - فلم أرَ مثلَهُم هُلِكُوا وذُلُّوا … ولم أَرَ مثلنا عُنُقًا مذودَا
وهي من الوافر وفيه العصب والقطف.
قوله:"سِلامًا" بكسر السين المهملة؛ وهو الحجر، قوله:"ولم يخلق حديدًا" بالحاء المهملة وهو معروف، قوله:"كايد الأيام" من الكايدة وهي الكيد وهو المكر، ويروى:
...................... حتى … إذا ما كاده الأيام ..........
قوله:"رأيت الله" ويروى: وجدت الله، وكلاهما بمعنى علمت، قوله:"محاولة" أي: قوة، ويقال: المحاولة: طلب الشيء بحيلة، وورد في الحديث (١): "بكَ أصاولُ وبك أُحاولُ" وهذا المعنى لا يقال في حق الله تعالى، قوله:"وأكثرهم جنودًا" هكذا هو في رواية أبي حاتم، وفي رواية أبي زيد:"وأكثرهم عديدَا"، وابن الناظم نسب ما رواه أبو حاتم إلى أبي زيد وليس كذلك، قوله:"تقوه" من القاهة بالقاف، وهي الطاعة، قوله:"عارضًا بردًا" أراد بالعارض السحاب، و "البرد" بالباء الموحدة وكسر الراء، وهو صفة للعارض، يقال: سحاب برد وأبرد، أي: ذو برد بفتحتين، و "الفرار": الهروب، و "الصدود": الإعراض، و"الكماة" بضم الكاف، جمع كمي وهو المتغطي [في السلاح](٢)، قوله:"بكل أفل" بفتح الهمزة والفاء وتشديد اللام، يقال: سيف أفل، أي: بيِّن الفلل، وهو الكسر في حده من كثرة الضرب، و "العضب": بمعنى العاضب أي: القاطع، و "الخدود": جمع خد وهو الشق في الأرض، قوله:"عنقًا مدودًا" العنق بضم العين والنون، يقال: هم عنق إليك؛ أي: ماثلون إليك ومنتظروك، والمدود: فعول من مد الشيء.
الإعراب:
قوله:"رأيت" من روية القلب بمعنى العلم يقتضي مفعولين، ولفظة:"الله": مفعوله الأول، وقوله:"أكبر": مفعوله الثاني، وهو مضاف إلى كل، "وكل" مضاف إلى "شيء"، وقوله:"محاولة" نصب على التمييز أي: من حيث المحاولة أي: القدرة والطاقة، قوله:"وأكثرهم جنودًا" بالنصب عطف على قوله: "اكبر كل شيء"، و "جنودًا" نصب على التمييز.
الاستشهاد فيه:
في كون:"رأيت" بمعنى علمت التي تقتضي المفعولين وتضاف الرؤية حينئذ إلى القلب، وأما
(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب الدعاء إذا خاف قومًا (٥/ ١٨٩)، عن صهيب بلفظه. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).