١ - يَا دارَ مَيَّةَ بالعلياءِ فالسَّندِ … أَقْوَتْ وطال عليها سالفُ الأبدِ
٢ - وقفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائلُها … عيّت جوابًا وما بالربع من أحدِ
٣ - إلَّا الأواريَّ لَأْيًا ما أُبَيّنها … والنؤى كالحوضِ بالمظلومةِ الجلدِ
إلى أن قال:
٤ - واحكُم كحكم فتاة الحيّ إذَا نَظَرَتْ … إلى حمامِ سراعِ وارد الثَّمَدِ
٥ - قالت ألا ليتما ........ … ................. إلى آخره
٦ - تَحْفُهُ جَانِبًا ما نِيقٌ وتتبُعُه … مِثْلُ الزُّجَاجةِ لم تكْحَلْ مِن الرَّمَدِ
٧ - فحَسِبُوه فألفَوْه كَمَا حَسِبتُ … تسْعًا وتِسْعِينَ لم ينقُصْ ولَمْ يَزِدِ
٨ - فأكملتْ مائةً فيها حمامتنا … فأسرعتْ حسبةً في ذَلِكَ العَدَدِ
١ - قوله: "بالعلياء فالسند": كلاهما موضعان، والعلياء: ما ارتفع من الأرض، والسند: سند الجبل، قوله: "أقوت" أي: خلت من النَّاس وأقفرت، وفيه التفات من الخطابة للغيبة، و"السالف": الماضي، و"الأبد": الدهر.
٢ - قوله: "أصيلانًا" أي: عشيًّا، وهو تصغير أصلان -بضم الهمزة وهو جمع أصيل وهو بعد العشي، ويجمع على أصل وأصائل أَيضًا، وقد تبدل اللام من النُّون في أصيلان فيقال: أصيلال (١)، قوله: "أسائلها" أي؛ الدار، وسؤاله إياها توجع منه وتأسف، قوله: "عيت" أي: تحيرت عن الجواب، وجوابًا نصب على نزع الباء.
٣ - قوله: "إلَّا الأواري": جمع الارية ومعناها: موضع الدواب، قوله: "لَأْيًا" تقديره: لأيت لأيًا؛ أي: أبطأت في الجواب، قوله: "والنؤي" هي حفيرة تحفر حول الخيمة ليجري فيها ماء المطر، قوله: "بالمظلومة" هي الأرض التي لم تحفر قط، و"الجلَد" بفتح اللام؛ الصلب.
٤ - قوله: "واحكم كحكم فتاة الحيِ" [أي: احكم مثل] (٢) حكم فتاة الحي، وهو خطاب إلى النُّعمان بن المنذر؛ لأنه يعتذر بهذه القصيدة إليه، أراد: كن حليمًا بنصب الرأي في أمري ولا تَقْبَلْ ممن سعى بي إليك، وكن كفتاة الحي إِذا أصابت ووضعت الأمر موضعه، ولم يرد الحكم في القضاء، وأراد بفتاة الحي: زرقاء اليمامة، وهي امرأة من بقية طسم وجديس، يضرب بها المثل في حدة النظر، قيل: كانت ترى من مسافة ثلاثة أميال (٣)، وكان يومًا نظرت إلى قطا
(١) وهذا الإبدال شاذ. ينظر ابن يعيش (١٠/ ٤٦)، وتوضيح المقاصد (٦/ ٦).
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) في طبعة بولاق "ثلاثة أيام" خزانة الأدب (٢/ ٢٥٦) دار صادر.