بكسر التاء (١)، ورواية أبي إسحاق:"علمتُ" بضم التاء (٢)، قوله:"نَبِّئيني" أي: أخبريني، من النبأ وهو الخبر.
الإعراب:
قوله:"دعي" فعل وفاعل، وقوله "ماذا علمت": مفْعوله، و "ماذا": كلمة اسم جنس بمعنى شيء، أو موصول بمعنى الذي على خلاف فيه ها هنا، فالجمهور على أن "ماذا" كلمة مفعول دعي كما ذكرنا (٣).
وقال ابن عصفور: لا يكون "ماذا" مفعول لـ "دعي"؛ لأن الاستفهام له الصدر، ولا لعلمت؛ لأنه لم يرد أن يستفهم عن معلومها ما هو ولا لمحذوف تفسيره: سأتقيه؛ لأن علمت حينئذ لا محل لها، بل "ما": استفهام، و "ذا": موصول خبر، "وعلمتُ": صِلة وعُلِّقَ "دعي" عن الاستفهام (٤) ..
وقال ابن هشام: إذا قدّرتَ "ماذا" بمعنى الذي، أو بمعنى شيء، لم يمتنع كونها مفعول "دعي"، وقوله:"لم يرد أن يستفهم عن معلومها"(٥) لازم له إذا جعلَ "ماذا" مبتدأ وخبرًا ودعْوَاهُ تعليق "دعي" مردودة بأنها ليست من أفعال القلوب، فإن قال: إنما أردتُ أنه قُدِّرَ الوقف على دعي، فاستأنف ما بعده، رده قول الشاعر:"ولكن"؛ فإنها لا بد أن يخالف ما بعدها ما قبلها والخالف ها هنا "دعي".
فالمعنى: دعي كذا ولكن أفعل كذا، وعلى هذا فلا يصح استئناف ما بعدَ "دعي"؛ لأنه لا يقال: من في الدار فإنَّني أُكرِمُهُ، ولكن أخبرني عن كذا. انتهى (٦).
وقال النحَّاس: لا يكون "ذا" هنا بمعني الذي؛ لأنه لا يجوز: دعي ما الذي علمتَ، وقال أبو إسحاق: لا يكون ذا ها هنا إلا بمنزلة الاسم مع ما، وذاك أنها لا تخلو من إحدى ثلاث جهات:
- إما أن تكون "ما" صلة "وذا" بمعنى الذي، وذا لا يجوز ها هنا؛ لأن "ذا" لا يكون بمعني الذي إلا مع "ما" و "من" الاستفهاميتين.
(١) الذي في معاني القرآن هو: "علمت" بضم التاء، وهو شاهد على تركيب "ما" مع "ذا" اسمًا واحدًا، ينظر (١/ ٢١٦، ٣٦٨)، وانظر كتابنا: ظاهرة التركيب في النحو العربي (٤٠) وما بعدها، د. أحمد السوداني. (٢) وعند الزجاج جعل "ما" مركبة مع "ذا" اسمًا واحدًا، فأورد البيت وقال: "كأنه بمنزلة: دعي الذي لمت". معاني القرآن للزجاج (١/ ٢٨٨)، وينظر (١٠٤) من الجزء نفسه. (٣) المغني (٣٠١). (٤) شرح جمل الزجاجي لابن عصفور (٢/ ٤٧٩)، والمغني (٣٠١). (٥) يقصد به ابن عصفور. (٦) المغني (٣٠١، ٣٠٢).