قوله:"القبل" بضم القاف وسكون الباء الموحدة، وهي التي في عينها قَبَل بفتحتين وهو الحول (١)، وفي كتاب خلق الإنسان: قال الأصمعي (٢): وفي العين الحَوَل والقَبَل، يقال: حَولَتْ عينُه تَحْوِلُ حَوَلًا، وَاحْوَلَّتِ احْولالًا، وقَبِلَتْ تَقبَلُ قبَلًا واقْبَلَّت اقْبِلالًا، فالحَوَل كأنها تنظر إلى الحجاج، بكسر الحاء وفتحها، العظم الذي ينبت عليه الحاجب، والقبل: أن تكون كأنها إلى عرض الأنف (٣)، وقال ابن الأعرابي: الحول أن تُميل الحدقة إلى اللحاظ، والقبل: أن تميل إلى المؤق. والمعنى: أن حوادث الدهر والزمان قد تمتعت بشبابنا قديمًا فتبلينا النون أي الموت ونحن ما نبليه، "وتبلى الألى" أي: الذين يستلئمون لَأْمة الحرب، "على الألى"، أي: على اللالي، أي: على الخيول اللالي تراهن في يوم الحرب والفزع، كأنها حدأ لخفتها في الجري والسير وشدة العدو التي في أعينها حول، يعني: انقلاب من شدة طيرانها، وقد شبه الخيول التي تجري يوم الحرب وأعينهن منقلبة من شدة العدو بالحدأ، التي تشتد في الطران وأعينهن منقلبة من شدة الطيران.
الإعراب:
قوله:"فتلك خطوب" جملة اسمية من المبتدأ والخبر، عطف على ما قبلها من الجمل السابقة. قوله:"تملت شبابنا" جملة فعلية من الفعل والفاعل والمفعول وهو شبابنا، في محل الرفع على أنها صفة للخطوب، قوله:"قديمًا" نصب على الظرف؛ أي: في قديم الزمان، قوله:"فتبلينا" فعل ومفعول، و"المنون" فاعله وهذه الجملة كالتفسير لقوله: "قد تملت شبابنا"، فلذلك ذكرها بالفاء.
قوله:"وما نبلى": جملة منفية مركبة من الفعل والفاعل، والمفعول محذوف تقديره: وما نبليها أي: ونحن لا نقدر على إبلاء النون كإبلائها إيانا، ويجوز أن تكون هذه الجملة حالًا.
قوله:"وتبلى" بضم التاء؛ من الإبلاء، وفاعله مستتر فيه وهو المنون، قوله:"الألى يستلئمون" مفعوله، والألى (٤): موصول، ويستلئمون: صلته، أي: تبلي الذين يستلئمون اللَّأمة، قوله:"على الألى" جملة حالية أي: حال كونهم على الخيول اللالي تراهن يوم الروع كالحدأ، قوله:"تراهن" جملة من الفعل والفاعل والمفعول، صلة للموصول (٥) وهو قوله: "على الألى".
قوله:"يوم الروع": نصب على الظرف، قوله:"كالحدأ": في محل نصب على أنه مفعول ثانٍ لتراهن، قوله:"القبل" بالجر؛ صفة للحدأ.
(١) في (أ): الحور. (٢) خلق الإنسان للأصمعي (١٨٤). (٣) ينظر الصحاح للجوهري واللسان، مادة: "قبل". (٤) في (ب): واللام. (٥) في (أ): الموصول.