وهذان البيتان من قصيدة لامية، أولها هو قوله:
١ - ألا زعَمَتْ أسْمَاءُ أن لا أُحِبُّها … فقلتُ بلى لولا يُنَازِعُنِي شُغلي
٢ - جزيتك ضِعْفَ الوُدّ لما اشتكيته … وما إن جَزَاك الضِّعْفَ من أحدٍ قبلي
٣ - لعمرك ما عَيسَاءُ تَتبَعُ شادِنًا … يَعَنُّ لَهَا بالجَزْع من نَخِب النَّجْلِ
٤ - إذا هي قامت تَقْشَعِر شَوَاتها … ويشرق بين الليتِ منها إلى الصقْلِ
٥ - ترى حَمْشًا في صدوها ثم إنها … إذا أدبَرَتْ وَلّتْ بِمُكْتَنَزٍ عَبْلِ
٦ - وما أم خشف بالعَلايَة تَرْبحِي … وترْمُقُ أحيَانَا مُخْاتِلَةَ الحَبلِ
٧ - فإن تَزْعُمِيني كنت أجْهَلُ فِيكُمُ … فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالجَهْلِ
٨ - وقال صَحَابِي قد غُبِنتَ وخِلتَنِي … غَبِتتَ فلا أَدْري أَشَكْلُهُمُ شكلي
٩ - فإن تك أنثى في معدٍ كريمةُ … علينا فقد أُعطيت نَافِلَةَ الفَضْلِ
١٠ - على أنَّهَا قَالت رأيتُ خُوَيلِدًا … تَنَكَّرَ حتى عَادَ أَسْوَدَ كالجِذْل
١١ - فتلكَ خُطُوبٌ ............. .... ........................ إلخ
وجملتها ثلاثون بيتًا، وهي من الطويل.
١ - قوله: "ينازعني": مبتدأ بتقدير أن، و "لولا": كلمتان؛ يعني: لو لم، وجواب لولا أو جواب لو محذوف.
٣ - قوله: "عيساء": واحدة العيس، وهي إبل بيض في بياضها ظلمة خفية (١)، و "الشادن": ولد الظبية، قوله: "يعن"؛ أي: يعرض لها بالجِزْع؛ بكسر الجيم وسكون الزاي المعجمة، وهو منعطف الوادي، قوله: "من نخب" بفتح النون وكسر الخاء المعجمة وفي آخره باء موحدة؛ وهو وادٍ بالطائف، و "النَّجْل" بفتح النون وسكون الجيم؛ وهو الماء يظهر من الأرض.
٤ - وقوله: "شواتها" الشواة بضم (٢) المعجمة: جلدة الرأس، أراد يقشعر الشعر الذي في الرأس، قوله: "ويشرق" أي: يضيء، و"اللِّيت" بكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره تاء مثناة من فوق؛ وهي صفحة العنق، و "الصقل": الخاصرة.
٥ - قوله: "حمشًا " بفتح الحاء المهملة؛ أي: دقة، و "عبل" أي: ضخم.
٦ - وأراد بـ"أم خشف" الظبية، و "العلاية" أرض، و "مخاتلة" أي: مخادعة، وأراد "الحبل" حبل الصائد.
(١) في (أ): خفيفة.
(٢) في (أ): بفتح الشين.