قال الجاحظ (١): ما ترك الناس شعرًا مجهول القائل قيل في ليلى إلا نسبوه للمجنون، ولا شعرًا هذه سبيله قيل في لبنى إلا نسبوه إلى قيس (٢) بن ذريح (٣)، وعن الأصمعي: أُلقي على المجنون من الشعر، وأضيف إليه أكثر مما قاله هو.
٥ - وإني على ليلى لزارٍ وإنني … على ذاك فيما بَيْنَنَا مُسْتَدِيمُهَا
١ - قوله:"نعمان" بفتح النون؛ واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات ويقال له: نعمان الأراك.
٥ - قوله:"لزار" أي: عاتب ساخط غير راضٍ، من زريت عليه بالفتح زرايةً وتزريت عليه إذا عتبت عليه، وقال أبو عمرو: الزاري على الإنسان: الذي لا يعده شيئًا وينكر عليه فعله، ومادته زاي معجمة وراء وياء آخر الحروف، قوله:"مستديمها" من استدمت الأمر إذا تأنيت به (٥)، والمعنى ها هنا: إني منتظر أن تعتبي بخير.
الإعراب:
قوله:"وإني" إن: حرف من الحروف المشبهة بالفعل يقتضي الاسم المنصوب والخبر المرفوع فالضمير المتصل به اسمه، وخبره قوله:"لزار"، واللام فيه للتأكيد، [وقوله:"على ليلى": متعلق بالخبر] (٦)، وقوله:"وإنني": عطف على إني، وهو أيضًا اسمه الضمير المتصل به، وخبره قوله:"مستديمها" والضمير فيه يرجع إلى ليلى، والمجرور في الموضعين يتعلق بمستديمها،
(١) عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، كبير أئمة الأدب، صاحب المؤلفات المتعددة (ت ٢٥٥ هـ). الأعلام (٥/ ٧٤). (٢) قيس بن زريح بن حذافة الكناني، من الشعراء المتيمين في العصر الأموي (ت ٦٨ هـ). الأعلام (٥/ ٢٠٥). (٣) هذا النص موجود في الأغاني (٢/ ١٠). (٤) الأبيات من بحر الطويل، وقد ذكرت مرتين في ديوان قيس (١٧٢، ١٧٣) الأولى تحت عنوان: "يضم ولي"، والثانية تحت عنوان: "أيام نعمان" وآخر الأبيات الخمسة المذكورة هو بيت الشاهد، وقد ذكر مفردًا في الديوان (١٧٥). (٥) في (أ): فيه، وهو الصحيح. (٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).