منتشر عنه، بدليل قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ [البقرة: ١٧]، فعلق الإذهاب بالنور لينتفي الضياء بانتفائه بخلاف العكس، وفي أسمائه تعالى: النور لا الضياء (١).
٧ - قوله:"فلوجًا" بالضم. والفلوج على الخصم: الظفر به.
٨ - قوله:"ولجت" ويروى: شهدت، ويروى: دعيت، قوله:"ولوجًا" أي دخولًا في الذي كرهت قريش، وأراد به: الدخول في الإسلام، فإن قريشًا كانوا كرهوا ذلك، قوله:"أولهم ولوجًا" أي: أول قريش، أو أول الناس دخولًا، أي: في الإسلام، وبهذا حكم الجمهور بإسلام ورقة - رضي اللَّه تعالى عنه - (٢).
٩ - قوله:"عجت" من العجِّ. وهو رفع الصوتِ، قوله:"بمكتها" الضمير يرجع إلى قريش، وإنما نكر مكة باعتقاد الشياع (٣) فيها.
١٠ - قوله:"عروجًا" مفعول لقوله: أُرَجّي.
الإعراب:
قوله:"فيا ليتي" كلمة "يا" إما حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: فيا قومي ليتي، وإما لمجرد التنبيه؛ لأنها دخلت على ما لا يصح للنداء (٤). قوله:"إذا" للظرف وفيه معنى الشرط، و "ما" زائدة، و "كان" تامة بمعنى: وُجِدَ، قوله:"ذاكم" فاعله، وهو إشارة إلى ما ذكر من سيادة محمد ﷺ ومخاصمته مع المحاجين وظهور نوره في البلاد، ولقاء من يحاربه الخروج ومن يسالمه الولوج.
قوله:"ولجت" جملة من الفعل والفاعل وقعت جواب الشرط، قوله:"وكنت" عطف على قوله: "ولجت" والضمير المتصل به اسمه، و "أوّلهم" كلام إضافي خبره، وقوله:"ولوجًا" نصب على التمييز.
(١) وقال في هذا الشعر: ويظهر في البلاد ضياء نور، هذا البيت يوضح لك ومعنى النور ومعنى الضياء وأن الضياء هو المنتشر عن النور وأن النور هو الأصل للضوء ومنه مبدؤه وعنه يصدر، وفي التنزيل: ﴿فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ [البفرة: ١٧].الروض الأنف للسهيلي. (٢) ينظر الإصابة في تمييز الصحابة (٦/ ٣١٧ - ٣١٩). (٣) الشياع شرط في النكرة سواء أكان موجودًا أم مقدرًا. قال ابن هشام في تعريف النكرة: "هي ما شاع في جنس موجود أو مقدر". ينظر قطر الندى لابن هشام (١٢٨) ط. دار الفكر. (٤) قال ابن هشام: "وإذا ولي (يا) ما ليس بمنادى كالفعل في قراءة: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا﴾ النمل: ٢٥] … ، والحرف في نحو ﴿يَاليْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٧٣]، والجملة الاسمية … فقيل: هي للنداء والمنادى محذوف، وقيل هي لمجرد التنبيه لئلا يلزم الإجحاف بالجملة كلها". المغني (٣٧٣، ٣٧٤).