٢ - قوله:"إذا أنبضت" أي: ملأت وترها بإصبعي ثم أرسلته فصوتت، ويقال: أنبض وأنضب بمعنى، قوله:"تسجع" أي: تصوت في اعتدال، والسجع: موالاة الصوت على جهة واحدة واستواء.
الإعراب:
قوله:"أرمي": جملة من الفعل والفاعل، قوله:"عليها" يتعلق بأرمي في محل النصب على المفعولية، قوله:"وهي": مبتدأ، و "فرع": خبره، و "أجمع": تأكيد له، والجملة في محل النصب على الحال، قوله:"وهي": مبتدأ -أيضًا-، و "ثلاث أذرع": كلام إضافي خبره، و "إصبع": عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ثلاث أذرع" فإن سقوط الهاء في ثلاث يدل على تأنيث الذراع، قال الأصمعي وغيره: الذراع مؤنثة (٢)، وقال أبو حاتم: الغالب عليها التأنيث وقد تذكر ونحوه، قال أبو زيد وأنشد هذا البيت وقال يصف قوسًا عربية، وقال الذراء: الذراع أنثى فيجمع ويقال: ثلاث أذرع، وأنشد (٣):
وبعض عكل يقول: هذا ذراع فيذكره، قال: وينبغي أن يجمع على أذرعة ولا أراهم سموا أذرعات إلا بجمعه مذكرًا، والسماع الفاشي الكثير في الذراع التأنيث (٤).
وفيه استشهاد آخر: وهو تأكيد المؤنث بالمذكر في قوله: "فرع أجمع" حملًا على المعنى
(١) الصحاح مادة: "صبع". (٢) قال الجوهري في الصحاح: "ذراع اليد يذكر ويؤنث، وما أسنده لأبي زيد ليس في كتابه النوادر في اللغة. (٣) المذكر والمؤنث للفراء، ط. دار التراث (٦٨)، تحقيق د. رمضان عبد التواب، وفيه يقول: "والذراع أنثى، وقد ذكر الذراع بعض بني عكل، وتصغيرها: ذريعة، وربما قالوا: ذُرَيِّع، والهاء في التصغير أجود وأكثر، ويقال: ثلاث أذرع، وقال الشاعر: أرمي عليها وهي فرع أجمع … وهي ثلاث أذرع والإصبع وهي إذا انبضت عنها تسجع" (٤) انظر البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث لأبي البركات الأنباري (٧٠)، تحقيق د. رمضان عبد التواب، مطبعة دار الكتب.