قوله:"عرضت" أي: تعرضت؛ كذا فسره البعلي في شرح الجمل، وذكر بعض شراح أبيات المفصل أنه من عرض الرجل إذا أتى العروض وهي مكة والمدينة وما حولهما.
قوله:"نداماي": جمع ندمان، قال ابن فارس: النديم: شريب الرجل الذي ينادمه، وهو ندمانه من المنادمة، ويقال: هي مقلوبة من المدامنة، وذلك إدمان الشراب [وفيه نظر](٢)، وناس يقولون: كان الشربيان يكون من أحدهما بعض ما يندم عليه؛ فلذلك سميا نديمين (٣)، قوله:"أبا كرب" أبو كرب، و"الأيهمان" رجال من اليمن، و"قيس" هو ابن معدي كرب، وأبو قيس ابن: الأشعث الكندي.
الإعراب:
قوله:"أيا راكبًا" ويروى: فيا راكبًا، وأيا: حرف نداء، وهي مثل يا إلا أنها لا تستعمل إلا والمنادى مذكور، "وراكبًا": منصوب به لأنه نكرة غير مضافة ولا شبيهة بالمضاف.
قوله:"إما عرضت" أصل "إما": إن ما، فإن حرف شرط، وما زائدة، أدغمت النون في الميم لقربهما في المخرج، وقوله:"عرضت": فعل الشرط جملة من الفعل والفاعل، والمفعول محذوف، أي: إن عرضت العروض؛ أي: بلغتها (٤).
قوله:"فبلغن" الفاء للجزاء، "وبلغن": فعل وفاعله مستتر فيه، وهو أنت، والنون نون التأكيد الخفيفة، قوله:"نداماي": كلام إضافي تقديره النصب على أنه مفعول فبلغن، قوله:"من نجران" المضاف فيه محذوف، أي: من أهل نجران، ومحله النصب على أنها صفة لنداماي (٥).
قوله:"ألا تلاقيا" ألا أصله: أن لا، فأن زائدة (٦)، ولا لنفي الجنس أدغمت النون في اللام لقرب مخرجهما، و"تلاقيا": اسم لا وهو مبني على الفتح، وخبرها محذوف تقديره:
(١) انظر المرجعين السابقين. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٣) مجمل اللغة مادة "ندم". (٤) نقده صاحب الكتاب مع المقاصد النحوية فقال (١١٨): "الفعل عرض لازم، فكيف جعله متعديًّا، ومثل الفعل عرض أشأم وأعرق". (٥) الصحيح أنه حال، وليس بصفة؛ لأن نداماي معرفة. (٦) ليست زائدة، وإنما هي مخففة من الثقيلة أو مفسرة.