قوله:"مِكَرٍّ" بكسر الميم؛ يعني: لا يسبق في الكر، و "مفرٍّ" - أيضًا -بكسر الميم؛ يعني: لا يسبق في الفرار، قوله:"مقبل مدبر" يعني: إذا استدبرته حسن، وإذا استقبلته حسن.
قوله:"كجلمود" بضم الجيم، وهي الصخرة الملساء، قوله:"حطه السيل" يعني: حدره السيل من عل، يعني: من فوق، يعني: من مكان عال، يمدح به فرسه، يقول: إذا أردت الكر وأنا عليه وجدته عنده كجلمود حدره السيل من مكان عال.
الإعراب:
قوله:"مكر" بالجر لأنه صفة لقوله: "بمنجرد قيد الأوابد هيكل" في البيت السابق يعني بفرس منجرد مكر، "ومفر" -أيضًا- بالجر صفة أخرى، وكذلك قوله:"مقبل ومدبر"، وهذه كلها صفات مجرورة.
قوله:"معًا" يعني: جميعًا، نصب على الحال، يعني: مجتمعين، والكاف في قوله:"كجلمود" للتشبيه، وجلمود مجرور به، وهو مضاف إلى صخر من قبيل إضافة الخاص إلى العام.
قوله:"حطه": فعل ومفعول، و "السيل": فاعله، والضمير المنصوب يرجع إلى الجلمود.
قوله:"من عل": يتعلق بقوله: "حطه"، وفيه ثمان لغات:[جئته](٢) من علُ، ومن علِ، ومن علو، ومن علا، ومن علو، ومن عال، ومن معال، ومن معالا، فمن قال: من عل بالتنوين جعله نكرة، كأنه، قال: من موضع عال، ومن قال: مِن عَلُ فهو مَعرفة، وتقديره: من فوق ما يعلم.
وكان الواجب أن لا يحرك، إلا أنه لما ضارع المتمكن أعطوه فضيلته، وهي الحركة، واختير له الضمة لأنها غاية الحركات، ومن قال: جئتُكَ بن عُلُوٍّ جعله نكرة -أيضًا- وجاء به على التمام، ومن ضم قدره معرفة، ومن قال: جئتك من عَالٍ، فمعناه: من مكان عال (٣).
= والمقرب (١/ ٢١٥)، ورصف المباني (٣٢٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢١٠)، والخزانة (٢/ ٣٩٧)، والدرر (٣/ ١١٥). (١) الديوان (١١٠) وما بعدها. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٣) وقد وردت اللغات المذكورة، وأكثر منها في كتب اللغات، انظر مادة: "علو".